الاثنين، 27 يونيو 2011

مجرد تعقيب ، نانسي وكريستين والأزهر



مجرد تعقيب ، نانسي وكريستين والأزهر
معتـز عبد الرحمن


     تلقيت بعض اللوم من بعض من أحب بسبب توجيهي بعض الانتقادات اللاذعة للأزهر على خلفية قضية فتاتي المنيا ورفض الأزهر لإشهار إسلامهما مما يؤدي لإعادة تسليمهما عنوة إلى أسرتيهما.
فأحببت أن ألخص وجهة نظري في هذه السطور ، والتي سأسردها في نقطتين الأولى (ما قبل التصويب) والثانية (ما بعد التصويب).
أولا ما قبل التصويب
 نشرت وسائل الإعلام أن شيخ الأزهر يفتي بعدم جواز إسلام القاصر وأن رد الفتاتين للكنيسة نابع من هذه الفتوى الشرعية ، ومما لا شك فيه أن هذه الفتوى استفزت الجميع ، فخطأ هذه الفتوى معلوم بالضرورة عند جميع المسلمين ، وكل المسلمين يعلمون أن كثير من الصحابة أسلموا أطفالا ولم يردهم النبي صلى الله عليه وسلم ، فأسلموا بل وحملوا السيف وجاهدوا معه وهم في سن أصغر من هاتين الفتاتين.
الطريف المبكي أن من المسلمين – العوام أمثالي -  من ذهب يدافع عن الفتوى ويبررها ويحاول ليّ بعض الأدلة الشرعية وإهمال بعضها كي يثبت صحة الفتوى المنسوبة لشيخ الأزهر ليلمع الأزهر على حساب الدين ، أو ليرتدي رداء الحامي للوحدة الوطنية والمناقشة الموضوعية ، وكانت المفاجأة أن خرج شيخ الأزهر بعد ثلاثة أيام من الصمت  ينفي الفتوى – ولا ينفي الموقف – ويبين أن إسلام القاصر مقبول شرعا ولا أحد يستطيع أن ينفي عنهما الإسلام ، إلا أن المشكلة قانونية بحتة وليست شرعية ، وليت شعري ما هو شعور هؤلاء المدافعين الآن؟
ثانيا ما بعد التصويب
 لقد تأخر التصويب كثيرا يا شيخنا ولن نرضى بأقل من مقاضاة الصحف التي نشرت الخبر ، ولنا الحق في أن نعاتبك على هذا التأخير غير المبرر ، ولنا الحق في معاتبك العتاب الأكبر، شيخنا المحترم ، أنت بهذا التصويب تقر أن هذا القانون مخالف للشريعة ، ولا أدري كيف يطاوعك قلبك أن تنفذ قانونا يضاد الشريعة وأنت الذي تمثل الإسلام في عيون أغلب المسلمين في العالم بحكم ترأسك لأكبر مؤسسة إسلامية في العالم؟
شيخنا المحترم ، شيخ الأزهر الشريف ، الأزهر الشريف حامي حمى الإسلام على مدار أزمان ، لماذا لم تقف في وجه هذا القانون الذي يخالف المادة الثانية من الدستور القديم ومن الإعلان الدستوري الحالي ؟ والأهم من ذلك أنه يخالف آيات القرآن الكريم (الممتحنة آية 10 ) الذي تحفظه وتدافع عنه ؟ ألم تعلم أن البابا شنودة رفض تنفيذ حكم المحكمة الذي يخالف الإنجيل؟ أغيرته على الإنجيل أكبر من غيرتك على القرآن الكريم وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ؟
شيخنا المحترم : إذا كنت حاولت ولم تستطع فعل شيء ، فكيف ترضى أن ترد مسلمتين إلى موطن يترجح فيه هلاكهما أو فتنتهما عن دينهما ؟ شيخنا المحترم ألم يأمرك القرآن الكريم بإجارة المشرك إذا استجار بك حتى تبلغه مأمنه ، فماذا فعلت بالمسلمتين اللتين استجرنا بك ظنا منهما أن الأزهر هو حامي الإسلام والمسلمين ؟ هل تظن أنهما في مأمن؟ هل العقل والمنطق – وأنت أستاذ فلسفة ورجل صعيدي – يقولان أنهما من الممكن أن يعيشا في أمان تام مع أهلهما (الصعايدة) حتى يبلغا الثامنة عشر ويأتيا إليك من جديد؟ شيخنا المحترم أهو اقتراح صعب أن تطلب التحفظ عليهما في دار رعاية ، في حماية الدولة وتحت رعاية الأزهر حتى يبلغا السن القانوني ويختارا الإسلام بحرية أو يطلبا العودة؟ شيخنا المحترم ، ألم تعلم أن قرارا كهذا قد يستفز مشاعر المسلمين ويؤدي لفتنة لا يعلم مداها إلا الله وليست كاميليا وعبير عنا ببعيدتين؟ شيخنا المحترم هل من الحكمة والعقل الرشيد أن تسترضي 6% من الشعب على حساب مشاعر 94% وتظن أنك بذلك تمنع فتنة؟؟ وهل من كمال الإيمان واليقين أن تسترضي حتى 100 % من سكان الأرض على حساب آيات ربك؟
شيخنا المحترم : أنت في لحظة فارقة ، فأرجو أن تتذكر الآخرة وتشعر بالحمل الذي على كتفيك وتذكر أنك موقوف أمام الله وحدك ليسألك عن كل شيء ، عن الرعية التي أوكلها إليك ، والمسئولية التي حملك إياها ، وعن تبعات كل قرار تتخذه ، وعن أي خطر يحدث لمن استجار بك ، وعن أي فتنة قد تحدث بسبب التزامك بقانون لم يشرعه هو تبارك وتعالى ، شيخنا المحترم ، فلتعد للسؤال جوابا.
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
مدونة الكاتب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق