الأربعاء، 30 مارس 2011

مش هبيـــع البيـــــت

مش هبيـــع البيـــــت
معتـز عبد الرحمن

    جائتني قصة على بريدي الألكتروني منذ فترة طويلة مفادها أن رجلا أراد أن يبيع بيته ليشتري البيت الذي يحلم به ، فأرسل إلى صديقه الحميم الذي يعمل في مجال الإعلانات وطلب منه أن يكتب إعلانا يعرض فيه البيت للبيع ، فنفذ الصديق الطلب وكتب وصفا أمينا للبيت الذي يعرفه جيدا بحكم الصداقة وكثرة الزيارات ، منزل واسع ذو حمام سباحة وحديقة جميلة يطل على البحر من فوق ربوة عالية ، قريب من كل المرافق الخدمية والمولات .... إلخ ، قرأ صاحب البيت الإعلان في الصحيفة فوجد أن هذا هو البيت الذي يحلم به وزيادة ولكنه لم يكن يشعر بقيمته ، فاتصل بصديقه وطلب منه إلغاء الإعلان لأنه لن يبيع البيت.
     تذكرت هذه القصة بعد انتهاء الثورة – أو بمعنى أدق بعد تنحي الرئيس – عندما بدأت الجماهير المصرية تتطلع لتحقيق أحلامها ومطالبها التي ثارت من أجلها ، أحلام العدالة والمساواة والكرامة ، أحلام العيش الكريم والتحضر والرقي ، عندما بدأت تطالب بالقضاء على الفساد ومحاسبة الفاسدين ، وإعدام السفاحين الذي سفكوا دماء الشهداء الزكية البريئة ، تذكرتها عندما شاهدت الارتياح الذي قوبل به تشديد عقوبة البلطجة والترويع اللذين يؤديان للوفاة إلى الإعدام ، بل وتذكرتها عندما ارتفعت الأصوات المطالبة بإلغاء نسبة الـ 50% عمال وفلاحين من مجلس الشعب حتى يكون مصير الوطن في أيدي أهل العلم والتخصص والخبرة ، تذكرتها ومازلت أتذكرها مع كل موقف حتى أني لم أعد أستطيع نسيانها ، فهذا الشعب وهؤلاء الثوار الكرام ذوي المطالب الشريفة مصرون على بيع البيت الذي يحوي كل أحلامهم ، شبه مجمعين على رفض المنهج الذي يضمن مطالبهم ، يحاربون تطبيق النظام الذي يؤمن مستقبلهم ومستقبل وطنهم ، يرفضون الشريعة التي من مبادئها (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا) (1)  والتي من مبادئها ( أما بعد ، فإنما أهلك الناس قبلكم : أنهم كانوا إذا سرق فيهم الشريف تركوه ، وإذا سرق فيهم الضعيف أقاموا عليه الحد ، والذي نفس محمد بيده ، لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها ) (2) ،إن الذي تظاهروا أمام المحكمة يطالبون بإعدام السفاح قاتل المتظاهرين الأبرياء إنما كان طلبهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى) (3) ، وقرار تشديد عقوبة ترويع الآمنين وقتلهم لم يكن سوى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) (4) ، ومطلب إلغاء نسبة العمال والفلاحين إنما هو من الفروق بين الشورى في الإسلام وبين الديموقراطية ، إذ أن الإسلام يشترط في أهل الشورى والحل والعقد أن يكونوا أهل علم وخبرة وتخصص وليس فقط شعبية وأموال وعائلة حتى تكون قرارتهم مدروسة وصادرة عن علم وبينة (وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلا قَلِيلا ) (5) وأولي الأمر هنا هم أهل العلم والرأي والعقل والرزانة (6) ، بل والذين يتشدقون بحقوق "الآخر" كأنهم يطلبون  (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ) (7)

   كل ما ذكرت هو نقطة في محيط ، وكل ما ذكرت يدل أن الناس يهربون مما يريدون ، ويحاربون ما يتمنون ، فالجحود الذي يلاقيه الإسلام من أبنائه الآن ليس مثله جحود ، يبرره البعض بأنه بسبب جهل المسلمين بدينهم وتصديقهم لحملات الإعلام على مدى عشرات السنين ، وفي الحقيقة هذا عذر أقبح من ذنب ، فمعرفة المسلم لأصول دينه واجبة عليه ، فكيف يجهل المرء الدين الذي يعتنقه والذي سيحدد مصيره يوم القيامة ، وكيف يدعي إنسان حب الدين وتوقيره وهو يكره أحكامه وتشريعه مما يجعله في خطر عظيم (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْـزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ) (8) ، وكيف يعتقد المسلم في عظمة الله وجلاله وعلمه وحكمته ، وأنه هو الذي خلق والذي رزق والذي يعلم طبيعة خلقه وما يصلحهم ، وفي نفس الوقت يرى أن المصلحة في تطبيق أحكام غيره (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ) (9) ، إذن علينا أن نتوقف قليلا ، لنفتش في بيتنا ونعرفه قبل أن نطالب ببيعه وتركه ، نعرف ديننا العظيم قبل أن نجحده بل وقبل أن نهاجمه أحيانا ، وهذه مسئولية فردية لكل مسلم ، لا تقل أن على العلماء أن يعرفوا الناس بالدين ، وأن عليهم كذا كذا ، بل علينا جميعا أن نتعلم ونعرف وننشر المعرفة كي نعود لبيتنا الجميل بعد عشرات السنين التي قضيناها في مخيمات اللاجئين.
------------------------------------------------
(1)   سورة النساء (135)
(2)   صحيح البخاري 4304
(3)   سورة البقرة (178)
(4)   سورة المائدة (33)
(5)   سورة النساء (83)
(6)   تفسير الطبري وتفسير السعدي
(7)   سورة الممتحنة (8)
(8)   سورة محمد (9)
(9)   سورة المائدة (50)
للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
 

الثلاثاء، 22 مارس 2011

عبود ويعقوب ،، والماء العكر

دعوة للوضوح
عبود ويعقوب ،، والماء العكر
معتـز عبد الرحمن


     بهرتني التعليقات التي تلقيتها بعد مقالة "لن أعيش في فزاعة أحد" وهي مقالة – لمن لم يقرأها – انتهيت فيها إلى هدف واحد ، أن على كل مسلم أن يعرف دينه ويتعلمه كي يستطيع أن يعرف الحق من الباطل ويفرق بين ما هو دين بحق وما هو مدسوس على الدين ، مصدر الإبهار من التعليقات على المقالة – التي نشرت قدرا بعد يوم واحد من استضافة برامج التوك شو لعبود الزمر – أن المعلقين تركوا كل ما قلت فيها واكتفوا بتعليق واحد هو أن من حق الناس أن تخاف من الدين طالما أن هناك أمثال عبود الزمر يتحدثون باسمه ، ورغم أن هذا التعليق يدل على عدم فهم المعلقين لمقالتي إلا أنني سألت نفسي سؤالا احترت في إجابته هو ماذا لو كنت نشرت المقال مبكرا يوما واحدا ، هل كان سيسلم من التعليقات ؟؟ أم كنت سأتلقى تعليقا أن من حق الناس أن تخاف من الدين طالما أن هناك أمثال كرم زهدي وناجح إبراهيم؟؟ وماذا لوكنت نشرته قبل أن يظهرا في التوك شو ؟ هل كان سيسلم من التعليقات ؟ ما أراه أنه لم يكن ليسلم حتى لو كنت نشرته منذ تسعين عاما، وسبب هذه الرؤية يظهر في السطور القادمة.

    فور نشر الفيديو الشهير "غزوة الصناديق" على الانترنت فوجئت بفرح شديد ينتاب بعض من يتبنون الفكر العلماني ، حتى أن بعضهم أخذ ينشره في "بروفايلات" المعروفين بالتدين على الفيسبوك مصاحبا بتعبيرات الفرحة والشماتة على طريقة (حبيبك يبلع لك الزلط وعدوك يتمنالك الغلط) فهؤلاء الذين بلعوا زلط د. يحيى الجمل عندما أساء للذات الإلهية في حلقته في مصر النهاردة وصمتوا عنها رغم أنها تستحق التوقف والتدقيق والمحاسبة ، والذين بلعوا زلط الكنيسة التي وجهت كل أبنائها للتصويت ب (لا) والذي يعتبر أيضا إقحاما للدين في السياسة وتحويل الاستفتاء لقضية دينية، وأن ال(نعم) في صالح المسلمين وال(لا) في صالح المسيحيين، والذين بلعوا زلط من وصفوا الموافقين على التعديلات بأنهم خانوا دماء الشهداء ، من بلعوا كل هذا الزلط اقتنصوا خطأ الشيخ محمد حسين يعقوب – وهو خطأ فادح بلا شك وأغضبني بشدة – ليعيدوا الكرة ويستمروا في خلط الأوراق ، ويستخدموا أخطاء الأشخاص في ضرب الأصول ، ولو صدقوا لكان عليهم أن يهاجموا الديموقراطية ويلفظوها إذ أن النظام السابق كان من الحزب الوطني " الديموقراطي" وكانوا يتشدقون بالحرية والديموقراطية التي يعيش فيها الشعب المصري في ظل حكمهم الرشيد ، أو أن يهاجموا المسيحية بعد أن أعلن جورج بوش الأبن حربا "صليبية" على البلاد الإسلامية ، فإذا قلت لي أن الديموقراطية والمسيحية منهم بريئة ولا يجوز أن نحاسبها بأخطاء مدعيها ،، فأقول والإسلام أولى ألا يهاجم ويجنب إذا أخطأ بعض أبنائه.

    وهنا أدعو نفسي والجميع لاتخاذ موقف واضح من هذه القضية التي لم تعد تحتمل مزيدا من التنظير والنقاشات الفلسفية ، ولم تعد تحتمل مزيدا من التفاهات والسفاهات والنكات التي بدأت تفوق النكات التي تقال على القذافي ، حدد مشكلتك واطرح مخاوفك ، إذا كانت المشكلة ليست مع الدين ولكن مع مطبقيه ، فهذا أمر يسير ، نحِّي كل هؤلاء جانبا (إخوانا وسلفيين وتبليغ وجهاديين و....) ولندعو لتشكيل لجنة كبيرة من العلماء الأجلاء المشهود لهم بالعلم والأمانة وعدم النفاق وأنهم لا يخافون في الله لومة لائم ، أزهريين وغير أزهريين بل مصريين وغير مصريين ، وليشرحوا لنا الإسلام الصحيح النابع من القرآن والسنة والبعيد عن التطرف والتسيب والأهواء الشخصية وليناظروا هؤلاء المدعين في مناظرات علنية ليظهر حقهم من باطلهم ، ثم هيا نطبق هذا "الإسلام الصحيح" الذي هو دين الله الكامل ، والمنهج العادل والذي نشأت في أحضانه دولة عظمى خلدها التاريخ ، أما إذا كانت المشكلة مع الدين نفسه من حيث كونه دينا ، فأرجوك كن واضحا وقل لا أريد دينا وأرحنا وأرح نفسك ، بدلا من أن تتفرغ لاصطياد الأخطاء ، بل وتألفيها في بعض الأحيان لتلصقها بالدين الذي تعلم جيدا أنه بريء منها ، وبدلا من أن تقضي عمرك في تخويف الناس من دينهم عبر تشويه صورة المتدينين واستغلال أخطائهم والاصطياد في الماء العكر، كن واضحا فالوضوح هو أهم ما نحتاج في هذه المرحلة الدقيقة ، أما أن تقف على السلم خوفا من أن ترفض الدين علانية فتخسر دعم عوام المسلمين وخواصهم ، وخوفا من أن تسكت فتأتي الديموقراطية - التي لا تكف عن الدفاع عنها - بالدولة الإسلامية التي تخالف أفكارك ومعتقداتك ، أن تقف على السلم تنادي بالديموقراطية والحرية وفي نفس الوقت تعطي نفسك الحق في حرمان فئة من المصريين منها ، فهذا أقل ما أستطيع ان أصفه به هو أنه تضليل وفرض وصاية وديكتاتورية لا تختلف كثيرا عن ديكتاتورية مبارك وزين العابدين والقذافي.

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك
مدونة الكاتب










الخميس، 17 مارس 2011

ومازال خلط الأوراق مستمرا


مجرد تعقيب
ومازال خلط الأوراق مستمرا
معتـز عبد الرحمن

     فما يبدو أن الإصرار على تربية روح"الفزاعة" لن ينتهي حتى ولو تطلب ذلك خلط كثير من الأوراق ، ففي حلقة مصر النهاردة والتي كان ضيفها الدكتور يحيى الجمل الفقيه الدستوري ونائب رئيس الوزراء ، تطرق الحديث بطبيعة الحال إلى مسألة تطبيق الشريعة أو ما يسمونه بالدولة الدينية ، إذ علق الدكتور الجمل على هذا الأمر أن الدولة الدينية هى الأسوأ بعد الدولة البوليسية إذ أنك تستطيع أن تقول لعبد الناصر أو السادات أو مبارك أنت ديكتاتور ولكنك لا تستطيع أن تقول لربنا أنت ديكتاتور ، وهنا فقط شعرت أن الدكتور يتحدث عن دين غير ديننا أو بلد غير بلدنا ، ربما كان الدكتور يتحدث عن أوربا في العصور الوسطى التي كانت تحكمها الكنيسة ، والتي تستطيع فيها الكنيسة أن تتحدث باسم الرب بل وأن تبيع الجنة بصكوك الغفران ، وكل من يعترض عليها ولو بمجرد الوصول لاكتشاف علمي  يكون معترضا على الله وهو كافر يستحق الحرق على أحسن الأحوال ، ربما كان الدكتور يتحدث عن دولة الفراعنة – التي نفتخر بها – والذي كان الفرعون فيها – في وجهة نظر نفسه ووجهة نظر شعبه - هو الرب الأعلى ولا يعلم للناس إلها غيره ، هل يتحدث الدكتور عن الإسلام الذي لا كهنوت فيه ولا رهبانية؟ عن الإسلام الذي كان يأخذ فيه قائد الدولة – النبي صلى الله عليه وسلم – برأي أصغر جنوده في المعارك ؟ إن الدكتور – بقصد أو دون قصد – خلط بين الدستور وبين الشخص المطبق للدستور ، هل لو وضعنا في مصر الآن دستورا عادلا ديموقراطيا والتزم الرئيس القادم به التزاما تاما هل من حقنا أن نصفه بالديكتاتور؟ بالطبع لا، لأنه يعمل وفق الدستور والقانون في دولة القانون ولكن عندما يخرج عن الدستور والقانون ويتحكم فقط بآراءه الشخصية ومصالحه هنا نستطيع أن نقول له يا دكتاتور بملء الأفواه ، والأمر بالمثل ، عندما يكون الدستور هو الشريعة – التي لا يختلف أحد على عدالتها ورقيها -  ويلتزم بها الحاكم فليس متوقعا أن نكون في حاجة لوصفه بذلك فهو يعمل وفقا للدستور الذي ارتضاه الناس وارتضاه الله للناس من قبل ، أما إذا خرج عن ذلك فهو لا يملك أن يقول لنا "قال الله تعالى" – على حد وصف الدكتور - ولا أن يعتبر قرارته أمرا دينيا غير قابل للمناقشة ونستطيع حينها أن نقول له يا دكتاتوردون حرج أو غضاضة ، وكمثال بسيط عندما طغى الحجاج بن يوسف الأمير الدموي وعارضه ووقف في وجهه الكثير من الصالحين والعلماء وعلى رأسهم سعيد بن جبير رحمه الله ، لم يقل أحد بل ولم يقل الحجاج نفسه أنهم بذلك يعارضون الله ، بل كانت معارضتهم لشخص الحجاج الذي لم يلتزم بالدستور ، أعني شرع الله ، بل خلد التاريخ اسم سعيد بن جبير ، وظل اسم الحجاج في كتب التاريخ كما تعلمون.

أما النقطة الثانية ، نقطة التيارات الدينية التي يرى الدكتور الجمل أنها ليست من الإسلام في شيء  فقد أسهبت في الحديث عنها في مقالي السابق "لن أعيش في فزاعة أحد" ولكني فقط أكرر الدعوة التي ختمت بها مقالي ، إن من يريد أن يعلق على فعل وقول أحد أنه من الإسلام أو ليس من الإسلام ينبغي أن يكون ذلك بالدليل والحجة وليس بالكلام المرسل ، وليس بالأوصاف المنفرة مثل الكلمة الشهيرة "الوهابية" التي أكثر من يستخدمها في الأصل الشيعة ، فهم يصفون أهل السنة جميعا - بما فيهم الدكتور يحيى الجمل - بأنهم وهابيون  ، حتى يخدعوا أتباعهم بأن هؤلاء ليس أتباع محمد بن عبد الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بل هم أتباع الشيخ محمد عبد الوهاب ، والعجيب أنني تعودت أن في مثل هذه البرامج عندما يتحدث أحد الضيوف عن فكر أو فئة غير موجودة يقفز المذيع فورا ويقاطعه " معلش مش معانا حد يرد فمش هينفع نتكلم عنهم" لكن طبعا هذا لا يحدث أبدا عندما يكون الطرف المتعرض للهجوم ممن يصفون بـ "الإسلاميين".

وأخيرا أطلب من نفسي ومن الجميع أن يتقوا الله في النقل والوصف والتشبيه ، فالظروف الدقيقة التي نمر بها لا تحتمل مزيدا من خلط الأوراق ومن تلبيس الحقائق على البسطاء ، اتقوا الله فيمن أعطوكم الثقة وفيمن ينتظرون منكم أن تساهموا في بناء مستقبل منير لهم ولأولادهم.

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

الثلاثاء، 15 مارس 2011

لن أعيش في "فزاعة" أحد


لن أعيش في "فزاعة" أحد
معتـز عبد الرحمن

     الإخوان والسلفيون والتبليغ والمتدينون "العاديون" هم فئات من المجتمع المصري ، يختلفون في بعض الأفكار ، ويتفقون في شيئين رئيسيين الأول أنهم جميعا ذوي مرجعية دينية والثاني أن التيارات العلمانية تتخذهم جميعا خصوما على حد سواء ، بل هم الوحيدون الذين توحد ضدهم النظام السابق والمعارضة وكثير من المستقلين ، وفي خلال السنوات الماضية ولأن الإخوان كانوا الأنشط والأكثر ظهورا فقد استحوذوا على الجانب الأكبر من الحرب الإعلامية والأمنية ، فلا تكاد تفتح جريدة قومية أو معارضة إلا وتجد عنهم موضوعا ، ولا تكاد تفتح قناة حكومية أو خاصة إلا وتجد عنهم حوارا ، ناهيك عن الأفلام والمسلسلات التي كانت تتعرض بشكل عام لشخصية "الملتزم" بالتشويه والسخرية ومؤخرا تعرضت بشكل خاص للإخوان في مسلسل الجماعة الشهير، لم يكن يخفى على كل ذي لب أن الحملة لا تستهدف الإخوان أنفسهم ، بل كان الإخوان هم "الفزاعة" التي يستخدمونها ليبغضوا للناس فكرة تطبيق الإسلام والتي تمثل عند العلمانيين رجعية وردة فكرية ، وإلا فاستهداف الإخوان لا يستوجب استهداف الحجاب والنقاب والسنة والبخاري والصحابة وأمهات المؤمنين ، لأن كل هؤلاء ليسوا ملكا للإخوان بل ملكا للمسلمين جميعا ، إذن فـ "بعبع" الإخوان استخدم كثيرا لتخويف الناس من دينهم وتصوير أن كل مظاهر التدين ما هي إلا صناعة إخوانية لا إسلامية حتى قيل في يوم من الأيام لمهندس شاب أراد أن يصلي في المسجد – لا في المكتب – " هو أنت إخواني؟" ولا تتعجب إذا علمت أن الذي وجه السؤال كان أستاذا جامعيا مثقفا.
     وفي غضون ثورة يناير وما بعدها بدأت فزاعة الإخوان في التهاوي ، فالجماعة لم تعد محظورة والحزب على وشك التشكيل ، فاستحداث فزاعة جديدة تحقق نفس الهدف  أصبح أمرا ضروريا ، وكان الدور فيما يبدو على السلفيين ، فبحسب الإعلام الذي لا يزال موجها السلفيون هم من حرقوا كنيسة أطفيح ، والسلفيون هم من قادوا معركة منشية ناصر ، بل والسلفيون هم من وقفوا في وجه مظاهرات يوم المرأة في التحرير وأخذوا يشتمون النساء المشاركات ، ورغم أن هذا الكلام لا يرضي عقل طفل صغير إلا إنه للأسف يفلح أحيانا كثيرة في إرضاء عقول من المفترض أنها مثقفة ومحترمة.

كنتاكي بلا حدود
    هل تذكرون وجبات الكنتاكي التي كانت تدخل التحرير يوميا للثوار العملاء؟ هل تذكرون كم نجحت هذه "النكتة" في خداع الكثير من المصريين الجالسين في بيوتهم فاتحين عقولهم للنيل الإخبارية؟ ماذا لو قلت لك أن هناك متظاهرين في التحرير خدعوا بهذه الكذبة ؟ لن تصدقني بالطبع وهذا حقك ، فالذي يعيش في التحرير ويرى ويسمع بنفسه ما يحدث ولا يرى شيئا من هذا الهراء يستحيل أن يصدق ذلك ، ولكن للأسف هذا ما حدث مع "الملتزمين" ، الملتزمون يعيشون في وسط المجتمع المصري ، لا يكاد يخلو منهم شارع أو شركة أو دفعة دراسية أو حرفة ، ومع ذلك يصدق الناس الإعلام ولا يصدقون ما يرون بأنفسهم ، يصدقون أنهم لو شاركوا في الحكم سيلغون التعليم وسيدخلون بنا إلى عصور الظلام ، رغم أنهم يرون بأعينهم أن الكثير منهم متعلمون أفضل تعليم (مهندسون وأطباء وأساتذة جامعات...)، يصدقون أنهم لصوص رغم أن معظم من يجلسون على كرسي "الكاشير" في المحلات متدينون لأن أصحاب المحلات لا يجدون من هم أكثر أمانة منهم ، بل ويحزن الطلاب الغشاشون عندما يكون المراقب ملتزما لأن هذا يعني أن أملهم في الغش قد انتهى، يصدقون أنهم أصحاب مبدأ (لا تجادل ولا تناقش يا أخ علي ) رغم أنهم لا يتوقفون عن النقاش البناء والمناظرة حتى أن كثير من محاضرات العلماء وكتبهم مجرد تعليقات وردود علمية على مخالفيهم ، وعلى هذا فقس ، وإن كان بالطبع فيهم مقصرون وفيهم من يسيء لصورتهم ولكن في النهاية هم بشر ، كما أنه ليس كل ملتح ملتزم ، فاللحية والنقاب ليس لهما اختبارات إخلاقية لابد من اجتيازها لتمنح رخصة لحية ونقاب ، كما أنه من العيب كل العيب أن يحكم المسلم على دينه الكامل الذي أنزله الله سبحانه وتعالى على نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم من خلال تصرفات أشخاص أو خزعبلات إعلام فاسد.

المية تكدب الغطاس
    أثناء ثورة التحرير – المليئة بالدروس- ركبت ميكروباص مع سائق أعرفه ، شاب بسيط ذو تعليم متوسط ، قال لي أنه سينزل التحرير بعد انتهاء ورديته ليرى بنفسه ما يحدث لأنه لم يعد قادرا على أن يظل فردا في القطيع الذي يوجهه الإعلام المصري ، وهذه دعوة أختم بها مقالتي ، أدعو كل قاريء مسلم بل وغيرمسلم ، لا تعيش في "فزاعة" أحد ، أنزل بنفسك إلى ساحة المعرفة وأعرف بنفسك من على الحق ومن على الباطل ، من التنويري ومن الظلامي ، ولا أقول لك إقرأ في كتب الإخوان أو السلفيين أو التبليغ أو غيرهم ، بل إرجع للأصول ، للقرآن الكريم كلام الله ، ولسنة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولأن القرآن والسنة يحتاجان لفهم أرجع لكتب التفسير الأم المحققة (ابن كثير وغيره ) وشروح البخاري ومسلم لابن حجر والنووي وغيرهما، وارجع في الفقه لكتب الأئمة الأربعة ، وكل هؤلاء ليسوا إخوانا أو سلفيين ، والأمة مجمعة على عدالتهم واحترامهم ، اقرأ واحكم أنت ، تعلم و أفهم دينك وحينها أنت الذي ستقرر وتحدد الصواب والخطأ الموجود عند كل من هؤلاء ، بدلا من أن تترك الذين لا يعترفون بأهمية الدين أصلا يقررون لك من تحب ومن تكره وممن تخاف ومن تأمن، ودعوتي هذه ليست "عزومة" بل هي لزام على كل منا ، لأن كل منا لابد أن يعد جوابا من الآن للسؤال الذي قد تُسئله يوم القيامة لماذا كنت تعارض وتكره وتخاف من تطبيق أوامر الله؟ لابد أن يحدد كل منا من حبيبه ومن بغيضه لأن المرء مع من أحب يوم القيامة ، لابد أن نعود لأحضان ديننا الذي هجرناه وشوهنا صورته بأنفسنا وأصبحنا نخاف منه أكثر مما نخاف من أعدائنا ، اللهم إني بلغت اللهم فاشهد.

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

الثلاثاء، 8 مارس 2011

اللي خايف على مصر


اللي خايف على مصر

اللي خايف على مصر من المكائد ، اللي خايف على مصر من فلول النظام ، اللي خايف على مصر من فلول أمن الدولة ، اللي خايف على مصر من أعداء الداخل والخارج

( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ (173) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ (174)) آل عمران

(وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (30)) الأنفال

(فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (64)) يوسف

الله سبحانه وتعالى رزقنا الثورة من العدم ، وأسقط من لم يحلم أحد بسقوطه ، وهو وحده القادر سبحانه وتعالى على حماية بلادنا من مكر الأشرار وضرهم ، فلا تنسوه حتى لا ينسانا ، ولا تعتمدوا على بشر فيترككم للبشر وأنتم ترون ماذا يفعل البشر...

استعينوا بالله وادعوه وألجأوا إليه

في الصلاة وفي قيام الليل وفي كل وقت

ثم أخلصوا وأعملوا كل ما بوسعكم لإنقاذ بلادنا

الثلاثاء، 1 مارس 2011

الثورة وأخواتها ،، نكون أو لا نكون


الثورة وأخواتها ،، نكون أو لا نكون
معتـز عبد الرحمن

(1)
    هل نجحت ثورة 25 يناير؟؟ هو السؤال الذي يفرض نفسه على الساحة في مصر هذه الأيام ، وأجابته تختلف من شخص لآخر لاختلاف تعريف "النجاح" ، فالذين يعرفون النجاح بأنه رحيل مبارك اعتبروا أن الثورة انتهت ، والذين يرون أن النجاح هو تغيير النظام بالكامل بعضهم يعتبر أن ما حدث حتى الآن كافيا والبعض الآخر لا يراه كذلك ، ولكن في تصوري أن نجاح هذه الثورة الحقيقي  ليس في تغيير النظام الفاسد الذي حكم 30 عاما أو يزيد ولكن في تغير الشعب الذي سكت على هذا الفساد طوال هذه العقود حتى استشرى في جسد الأمة كلها وأصبح صعب الاستئصال ، إننا نشفق الآن على النيابة العامة من كثرة ما تلاقي من ملفات وبلاغات ، ولو أردنا أن نحاكم كل من ساهم يوما في الفساد فستفاجأ بأن عليك محاكمة معظم الشعب المصري لأن السكوت والمداهنة والخوف و"ربط الحمار مطرح ما يقول صاحبه" هو الذي صنع كل هؤلاء الفراعين ، فإذا تغير النظام ولم يتغير الشعب فهو قادر بجدارة على تحويل أي نظام قادم مهما كان منتخبا ونظيفا إلى فراعنة جدد.

(2)
يقلق الكثيرون على الثورة ومستقبلها ، ويزيد قلقهم استمرار بعض رموز النظام السابق في الحكم وتباطؤ محاكمة الفاسدين ، وأنا مثلهم شديد القلق على الثورة لنفس الأسباب ولكن يزيد قلقي عدم لمسي لتغيير حقيقي في سلوكيات معظم المصريين ، مازال المصريون يخافون ، مازالوا يخفضون أصواتهم عندما يشتكون من الفساد ، مازالوا يتمنون الاستقرار – وهو حقهم – ولكنهم للأسف يتمنونه "بأي ثمن" ، في ظني أن كثير ممن يستنكرون مطالب المتظاهرين بإسقاط حكومة شفيق مثلا لا يريدون بقاء شفيق لقناعتهم به أو لقناعتهم أن التغيير قد تم ولا يمكن أن يتأثر بوجود أفراد من النظام السابق ، ولكن لرغبتهم في انتهاء الثورة حتى تستقر لهم لقمة العيش بصرف النظر عن أي شيء آخر ، هؤلاء الذين لا يزالون ينافقون رؤسائهم في العمل ، ويسكتون عن الحق ، ويفعلون الخطأ خوفا على مكافأة أو حرصا على ترقية ويزداد عجبك عندما تجد أن بعضهم كان يوما من أهل ميدان التحرير وهذا يؤكد أن عدم وضوح تعريف "نجاح الثورة" خطر كبير عليها ، إن مكافحة الفساد ليست مهمة النائب العام وحده ، لأن ليس كل الفساد مرتبطا بتعاقدات ومستندات وأموال ، بل إن هناك أنواعا شتى من الفساد لا يستطيع أن يصدها إلا الأفراد العاديون والموظفون والعمال وغيرهم ، وصدها لا يحتاج لتظاهر وقضايا ولكن يكفي أن ترفض أن تكون آلة للخطأ أو أن تكون شيطانا أخرس.

(3)
من أشهر التعبيرات التي استخدمت خلال الثورة "كسر حاجز الخوف" وإذا أردنا التأمل من أين جاء هذا الخوف؟ إن الأجيال التي تربت على " أمشي جنب الحيط " و"الحيطان لها ودان" و " وإن رحت بلد بتعبد العجل حش وإديله" هي التي ساهمت في استشراء هذا الظلم والفساد ، ولولا أن أراد الله سبحانه وتعالى بهذه الأمة أن تفيق لاستمر ميراث هذه الأجيال إلى ما شاء الله ، لذا لابد أن يوقف هذا الميراث وأن تبدأ البيوت في التغير ، فإصلاح البيت وتربية النشأ خطوة هامة على الطريق على المدى القريب والبعيد ، فكلنا راع وكلنا مسئول عن رعيته ، وعلى الجميع أن يزرع في رعيته حب الخير والحق وبغض الشر والباطل وخشية الله ورجاؤه وألا يخشى معه أحد ، لابد أن نعلم أبناءنا كما علم النبي صلى الله عليه وسلم الغلام – عبد الله بن عباس -  (احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سألت فاسأل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك ،  رفعت الأقلام وجفت الصحف) الترمذي

(4)

وبما إننا تحدثنا عن البيت " فإذا كان رب البيت بالدف ضارباً ... فشيمة أهل البيت كلهم الرقص "، فإصلاح بيتك يبدأ بإصلاح نفسك ، وكلنا تعلمنا من أفعال آبائنا قبل أقوالهم ، ولا يعقل أن رجلا يناضل في عمله ومجتمعه ويناضل في إصلاح بيته دون أن يقف هو على قاعدة قوية ينطلق منها ، وهذه القاعدة هي نفس ذاكرة شاكرة متصلة بربها معتمدة عليه ، منضبطة صالحة مصلحة ، (أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنْسَوْنَ أَنْفُسَكُمْ وَأَنْتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلا تَعْقِلُونَ (44) ) سورة البقرة ، وإن كان هذا لا يعني أن تنتظر حتى تصلح نفسك أولا ثم تبدأ في تغيير بيتك وعملك ومجتمعك ، فالرضا عن النفس أمر محال بل مذموم ، فينبغي أن تنطلق كل مسيرات الإصلاح في توازٍ بديع تقوي كل واحدة منهن الأخريات.

إن ثورة التحرير تحتاج لأخواتها كي تكتمل ، وكي نرى عيون أمتنا بالإصلاح تكتحل ، في أحيان كثيرة تكون فترة النقاهة والمتابعة بعد العملية الجراحية أخطر وأهم من العملية نفسها ، وهي التي تحدد مصير المريض ومضاعفات المرض ، فنكون أو لا نكون هو شعار مرحلتنا الحالية ،  ، يبقى شفيق أو يرحل ، ينحل الحزب أو يبقى ، نجاح الثورة ليس في يد أحد سوى الله سبحانه وتعالى ثم الناس لأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، وليس فقط بتغيير حكامهم.