الجمعة، 29 مارس 2013

الأخيرة ،ضوابط في قراءة التاريخ ومصادر البحث



سلسلة استخراج الحق من بحور البهتان فيما يقال عن الثورة على عثمان
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة

الحلقة الرابعة عشرة والأخيرة
ضوابط في قراءة التاريخ ومصادر البحث

الأمة التي ليس لها تاريخ ليس لها حاضر ولا نهضة حقيقية إلا بالرجوع إلى محاكاة جيل فريد للإقتداء به ولو على سبيل الإفتراض. فعلى سبيل الحقيقة (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) ) الممتحنة . الدعوة للإقتداء بإبراهيم ومن معه في الولاء والبراء .

وعلى سبيل الإفتراض والتزوير إيران رجعت الى الفرس وجعلت في علمها شعار من الدولة الكسروية علما.
وعلى سبيل الإختصار هناك خطوط رئيسية لابد لقارئ التاريخ أن يلتزم بها وهي ليست على سبيل التفضل بل إلزام سيحاسَب عليه العبد يوم القيامة وله توابعه في الدنيا والآخرة .
1-    التاريخ ليس فقط تاريخ سياسي بل هناك تاريخ آخر للرجال نعرفه من خلال كتب علم الرجال وكذلك تاريخ المدن كتاريخ بلدان نيسابور وأصفهان والقاهرة ومصر ودمشق . والتركيز على التاريخ السياسي أضعف هيبة التاريخ وقلل من شأنه وجرّأ السفهاء على ثوابت الأمة .
2-    التاريخ ليس بمعلومات فلا يحق لأحد أن يقتطع ما يشاء من واقعة ويقصها بل يجب عليه ربط الماضي بالواقعة وملاحظة تعليقات أو سكوت أبناء عصر الواقعة ولاسيما إن كانت الواقعة عظيمة يترتب عليها رفع من شأن أو العكس أو غير ذلك .
3-     إذا كانت الرواية التاريخية متعلقة بأمور شرعية كالحلال والحرام أو سفك دماء مسلمة بآياد مسلمة وغير ذلك فلابد من دراسة الأسانيد المتعلقة بالرواية وعرض الرواية على القواعد الشرعية وتطبيق أصول علم الحديث على الرواية من غير إفراط ولا تفريط .
4-    يجب على كل قارئ للتاريخ أن يحمل عقيدة سلفية صافية يستطيع من خلالها أن يعطي لكل ذي حق حقه ولا يقبل طعناً في أصل من أصول الدين فمعرفة أثر الإسلام في تربية أتباعه في صدر الإسلام( الصحابة) يجعل من البديهي التسليم بأن الدافع لهم في تصرفاتهم وسلوكهم لم يكن دافعاً دنيوياً بل كان دينياً وأخلاقياً .
5-    معرفة ماهية كاتب التاريخ ودراسة علمية عنه من حيث عقيدته ومذهبه الفقهي ومدى التزامه بالعدالة والضبطية حتى لا تجد كاتباً للتاريخ هواه مع العباسيين مثلا فيزيد العباسيين رفعة على حساب بخس حق الأمويين . فالتحيز والتعصب حجاب ساتر عن رؤية الحقيقة التاريخية والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل وإنصاف .
6-    إذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث . فمن غلبت فضائله هفواته اغتفر له ذلك .
7-    الاستعانة بعلم الجرح والتعديل للترجيح بين الروايات المتعارضة وبناء الصورة التاريخية الصحيحة .
8-    يجب التفرقة بين التاريخ الإسلامي وتاريخ الإسلام .. تاريخ الإسلام لا مصدر له إلا الكتاب والسنة . فعلى من أراد دراسة تاريخ الإسلام أن يرجع إلى القرءان وتفاسيره السلفية وإلى السنة وشروحها السنية .
9-    غير المسلمين كتبوا في كل علوم المسلمين ومنها التاريخ فعلى القارئ لهم أن يراعي الاحتياط الشديد عند الأخذ من كتبهم وخصوصاً ـ والكل يعلم ـ أن الحرية عندهم بلا قيود وبلا ضوابط مما جعل نتائج أبحاثهم ودراساتهم مناقضة للأحكام الإسلامية وواقع المجتمع الإسلامي .
10-                       علمانيو العرب عندنا في بلادنا العربية اتبعوا الغربيين في أبحاثهم ودراساتهم عن الإسلام ونسي هؤلاء العلمانيون أن اليهود والنصارى قد حرّفوا دينهم وكذبوا على أنبيائهم فهل سيكون عندهم أمانة وحب وحيادية كما يزعمون عند دراستهم في كتبنا ؟
بل نسي العلمانيون أن في ديننا الحنيف رواية الضعيف والفاسق مردودة فما ظنهم برواية الكافر ؟
وأخيراً وليس آخراً هذه ليست كل قواعد كتابة وقراءة التاريخ بل هي خطوط عريضة لمن أراد العدل والإنصاف كما يدعون .
وفي النهاية أسرد لكم المراجع التي تم النقل منها سواء في سلسلة الدفاع عن سيدنا عثمان أو ضوابط قراءة التاريخ.
1-    منهاج السنة لابن تيمية .
2-    العواصم من القواصم لابن العربي المالكي
3-    البداية والنهاية لابن كثير
4-    سير أعلام النبلاء للذهبي
5-    شرائط تسجيل عن ( الفتنة ) للدكتور راغب السرجاني
6-    منهج كتابة التاريخ الإسلامي لماذا وكيف ؟ ، للدكتور جمال عبد الهادي
7-    تاريخنا من يكتبه ؟ للدكتور عبد الرحمن علي الحجي
8-    التاريخ الإسلامي بين الحقيقة والتزييف ، للدكتور عمر سليمان الأشقر .
9-    كيف نكتب التاريخ الإسلامي ، للأستاذ محمد قطب .
10-                       نزعة التشيع وأثرها في الكتابة التاريخية ، للدكتور سليمان بن حمد العودة .

والله أعلم والحمد لله رب العالمين

الثلاثاء، 12 مارس 2013

الثالثة عشرة ، استشهاد الخليفة الراشد



استخراج الحق من بحور البهتان ، فيما يقال عن الثورة على عثمان
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة
الحلقة الثالثة عشرة
استشهاد الخليفة الراشد

دخل عبد الله بن عمر على عثمان رضي الله عنهم وكان ابن عمر يرى ما يرى عثمان من الرأي بعدم التصادم مع هؤلاء المتمردين وإن أدى ذلك إلى قتله فقال له عثمان:
انظر إلى هؤلاء يقولون: اخلع نفسك أو نقتلك.
فقال عبد الله بن عمر رضي الله عنه: أمخلّد أنت في الدنيا؟      فقال: لا
فقال: هل يزيدون على أن يقتلوك؟                                   فقال: لا
فقال: هل يملكون لك جنة أو نارًا؟                                   فقال: لا
فقال ابن عمر رضي الله عنه: فلا تخلع قميصًا قمّصه الله لك فتكون سنة كلما كره قومٌ خليفتهم خلعوه أو قتلوه.

وبعد إعلان المتمردين تخيير الخليفة بين القتل أو الخلع خرج إليهم رضي الله عنه وأرضاه من شرفة بيته وقال لهم: يا قوم علام تقتلونني؟ فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ، رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانِهِ، فَعَلَيْهِ الرَّجْمُ، أَوْ قَتَلَ عَمْدًا، فَعَلَيْهِ الْقَوَدُ، أَوِ ارْتَدَّ بَعْدَ إِسْلَامِهِ، فَعَلَيْهِ الْقَتْلُ.
فوالله ما زنيت في جاهلية ولا إسلام ولا قتلت أحدا فأقِد نفسي منه ولا ارتددت منذ أسلمت إني أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله فبم تقتلونني؟

وتحكم الشيطان والهوى من قلوب المارقين وخرج لهم عثمان رضي الله عنه في يوم آخر وقال لهم: والله لئن قتلتموني لا تتحابوا بعدي ولا تصلوا جميعًا أبدًا ولا تقاتلوا جميعًا أبدًا عدوًا.
وقد صدق رضي الله عنه فبعدما قُتل انحل العقد ودارت الفتنة منذ هذا العهد حتى وقتنا هذا.

وبدأ المتمردون يدخلون في مرحلة جديدة وهي أنهم منعوا الطعام والشراب عن عثمان بن عفان رضي الله عنه ولما علم عثمان رضي الله عنه ذلك خرج لهم وقال: أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة ضاق المسجد بأهله فقال: مَنْ يَشْتَرِي هَذِهِ الْبُقْعَةَ مِنْ خَالِصِ مَالِهِ فَيَكُونُ فِيهَا كَالْمُسْلِمِينَ وَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ؟  فاشتريتها من خالص مالي فجعلتها بين المسلمين وأنتم تمنعوني أن أصلي فيه ركعتين.
ثم قال: أنشدكم الله أتعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة لم يكن بها بئر يُستعذب منه إلا بئر رومة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَنْ يَشْتَرِيهَا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا فِي الْجَنَّةِ. فاشتريتها من خالص مالي وأنتم تمنعوني أن أشرب منها شربة.
ثم قال: هل تعلمون أني صاحب جيش العسرة؟  فقالوا: نعم.  فقال: اللهم اشهد. ودخل إلى بيته.
يااااااااالله !!! كيف يمنع الطعام والماء عن خليفة المسلمين صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟؟

فقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فحمل الماء في قربة وركب على بغلته ودخل بين صفوف المتمردين وهم يقرّعونه بغليظ الكلام وهو يزجرهم وينهاهم حتى قال لهم: والله إن فارس والروم لا يفعلون كفعلكم هذا بهذا الرجل والله إنهم ليأسرون فيسقون ويطعمون.
والسيدة أم حبيبة أم المؤمنين زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم حملت في ثوبها الماء وغطته وذهبت على بغلتها حتى تسقي عثمان رضي الله عنه في بيته فالتفّ حولها المتمردون وقالوا لها: ما جاء بك؟
فقالت: عند عثمان وصايا بني أمية لأيتام وأرامل فأحببت أن أذكره بها فكذبوها في ذلك ودفعوها فسقط الماء وقطعوا حزام البغلة ودفعوها فكادت أن تسقط أم المؤمنين رضي الله عنها وفي رواية أنها سقطت وكادت أن تُقتل لولا أن قام إليها جماعة من الناس وأنقذوها.

ومنع المجرمون الماء أن يدخل إلى عثمان رضي الله عنه ولم يكن يصل إليه ماءٌ إلا من جاره الملاصق له عمرو بن حزام وهذا في أول يومين فقط وفي اليوم الثالث منعوا الماء تمامًا وهو يوم17من ذي الحجة سنة35هـ
واقتربت جيوش الشام والبصرة والكوفة قد من المدينة وعلم المتمردون فخافوا من ذلك وكانت الجيوش القادمة ضخمة فقد أرسل معاوية رضي الله عنه جيشًا كان على رأسه حبيب بن مسلمة وعلى رأس جيش الكوفة القعقاع بن عمرو التميمي وعلى رأس جيش البصرة مجاشع بن مسعود وعلى رأس الجيش القادم من مصر معاوية بن حبيش.
أما الأمراء فقد مكثوا في بلادهم حتى لا تحدث الفتن في الأمصار التي هم عليها إن تركوها وقدموا مع الجيوش إلى المدينة.
وعزم المتمردون عزمًا أكيدًا على قتل عثمان رضي الله عنه قبل دخول هذه الجيوش إلى المدينة المنورة.

وفي اليوم التالي الخميس السابع عشر من شهر ذي الحجة سنة 35هـ  يصبح عثمان بن عفان رضي الله عنه صائمًا ويحاول الصحابة رضي الله عنهم إيصال الماء إليه لكنهم لا يستطيعون ويأتي وقت المغرب دون أن يجد رضي الله عنه شيئًا يفطر عليه لا هو ولا أهل بيته ....... وفي وقت السحر استطاعت زوجته الصابرة الوفية السيدة نائلة بنت الفرافصة أن تحصل على بعض الماء من البيت المجاور خفية ولما أعطته الماء قالت له: أفطر نظر رضي الله عنه من النافذة فوجد الفجر قد لاح فقال: إني نذرت أن أصبح صائمًا.
فقالت السيدة نائلة: ومن أين أكلتَ ولم أرَ أحدًا أتاك بطعام ولا شراب؟

فقال رضي الله عنه: إني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم اطّلع عليّ من هذا السقف ومعه دلو من ماء فقال: اشرب يا عثمان. فشربت حتى رويت ثم قال: ازدد. فشربت حتى نهلت ثم قال صلى الله عليه وسلم لعثمان رضي الله عنه: أما إن القوم سينكرون عليك فإن قاتلتهم ظفرت وإن تركتهم أفطرت عندنا. فاختار رضي الله عنه لقاء رسول الله صلى الله عليه وسلم لشوقه إليه ولِيَقِينِهِ بأنه سوف يلقى الله شهيدًا ببشارة رسول الله صلى الله عليه وسلم له من قبل.

وأشرق صباح يوم الجمعة 18 من ذي الحجة سنة 35هـ ودخل كثير بن الصلت أحد صحابة النبي صلى الله عليه وسلم على عثمان وهو يقول له: يا أمير المؤمنين اخرج فاجلس في الفناء- أي فناء البيت- فيرى الناس وجهك فإنك إن فعلت ارتدعوا.
فقال عثمان رضي الله عنه: يا كثير رأيت البارحة وكأني دخلت على نبي الله صلى الله عليه وسلم وعنده أبو بكر وعمر فقال: ارجع فإنك مفطر عندي غدًا.
ثم قال عثمان رضي الله عنه: ولن تغيب الشمس هذا اليوم والله إلا وأنا من أهل الآخرة.

وخرج كثير بن الصلت رضي الله عنه بأمر عثمان بن عفان رضي الله عنه وأمر عثمان رضي الله عنه بالسراويل أن تُعدّ له لكي يلبسها وكان من عادته رضي الله عنه ألا يلبسها في جاهلية ولا إسلام وقد لبسها رضي الله عنه لأنه خشي إن قُتل أن يتكشف فلبس السراويل ووضع المصحف بين يديه وأخذ يقرأ في كتاب الله.
ودخل عليه أبناء الصحابة للمرة الأخيرة وطلبوا منه أن يسمح لهم بالدفاع عنه فأقسم عثمان رضي الله عنه على كل من له عليه حق أن يكفّ يده وأن ينطلق إلى منزله ثم قال لغلمانه: من أغمد سيفه فهو حرّ فأعتق بذلك غلمانه وقال رضي الله عنه أنه يريد أن يأخذ موقف ابن آدم الذي قال: [لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ
إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ(28)إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ] {المائدة:28،29}. فكان آخر الناس خروجًا من عند عثمان رضي الله عنه هو الحسن بن علي رضي الله عنهما.

وصلى عثمان رضي الله عنه صلاة نافلةٍ ختم فيها سورة طه ثم جلس بعد ذلك يقرأ في المصحف.
ودخل عليه رأس من رءوس الفتنة يُسمى كنانة بن بشر التجيبي وبيده شعلة من نار وحرق بابَ بيتِ عثمان رضي الله عنه ودخل ومعه بعض رجال الفتنة ثم دخل رجل آخر يسمونه الموت الأسود قيل إنه عبد الله بن سبأ وقيل غيره فخنق عثمان بن عفان رضي الله عنه خنقًا شديدًا حتى ظن أنه مات فتركه وانصرف ....

ودخل بعد ذلك محمد بن أبي بكر الصديق وكان هو الوحيد من الصحابة الذي شارك في هذه الفتنة في هذا الوقت فدخل عليه وكان يظنه قد مات فوجده حيًّا فقال له:على أي دين أنت يا نعثل؟! ( ونعثل هذه سُبّة تُقال للشيخ الأحمق وللظبي كثير الشعر)  فقال عثمان رضي الله عنه : على دين الإسلام ولست بنعثل ولكني أمير المؤمنين.
فقال: غيّرت كتابَ الله.  فقال عثمان رضي الله عنه: كتاب الله بيني وبينكم.
فتقدم إليه وأخذ بلحيته وهزّه منها وقال: إنا لا نقبل أن نكون يوم القيامة مما يقول: [رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلَا] {الأحزاب:67}.

فقال عثمان رضي الله عنه: يا ابن أخي إنك أمسكت لحية كان أبوك يكرمها.
وكأن عثمان رضي الله عنه أزال بهذه الكلمات غشاوة كانت تحجب الحق والصواب عن قلب محمد بن أبي بكر وتذكر تاريخ عثمان رضي الله عنه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومع أبيه الصديق رضي الله عنه ومع المسلمين فاستحيا محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما وخارت يده من على لحية عثمان وبكى ثم وقف وتركه وانصرف....
ولكن وجد القوم يدخلون على عثمان رضي الله عنه فأمسك سيفه وبدأ يدافع عن عثمان رضي الله عنه ولكنهم غلبوه فلم يستطع أن يمنعهم وهذا ما شهدت به السيدة نائلة بنت الفرافصة زوجة عثمان رضي الله عنه.

ثم دخل على عثمان رضي الله عنه المجرم كنانة بن بشر وحمل السيف وضربه به فاتّقاه عثمان رضي الله عنه بيده فقطع يده فقال عثمان رضي الله عنه عندما ضُرب هذه الضربه: بسم الله توكلت على الله.
فتقطرت الدماء من يده فقال: إنها أول يد كتبت المفصل. ثم قال: سبحان الله العظيم.
وتقاطر الدم على المصحف على كلمة [فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ] {البقرة:137}.
وهجم عليه المجرم كنانة بن بشر وضربه بعمود على رأسه فخرّ رضي الله عنه على جنبه وهمّ كنانة الملعون بالسيف ليضربه في صدره فانطلقت السيدة نائلة بنت الفرافصة تدافع عن زوجها ووضعت يدها لتحميه من السيف فقُطعت بعض أصابعها بجزء من كفها ووقعت السيدة نائلة رضي الله عنها.وطعن كنانةُ عثمانَ رضي الله عنه في صدره ....
ثم قام سودان بن حمران بحمل السيف وطعن عثمان رضي الله عنه في بطنه فمال رضي الله عنه إلى الأرض فقفز على بطنه واتّكأ على السيف بجسده ليتأكد من اختراق السيف لجسد عثمان رضي الله عنه ومات رضي الله عنه وأرضاه بعد هذه الضربة.... لا إله إلا الله والله إن القلب ليحترق...
ثم قفز عليه عمرو بن الحمق وطعنه في صدره تسع طعنات وقال: هذه الثلاثة الأولى لله وهذه الست لشيء في نفسي.
واستشهد ذو النورين عثمان رضي الله عنه وأرضاه زوج ابنتي الرسول صلى الله عليه وسلم والمبشَّر بالجنة وثالث الخلفاء الراشدين ...
وبعد أن قتلوه نهبوا ما في بيته وهم يقولون: إذا كان قد أُحلّ لنا دمه أفلا يحل لنا ماله؟
وأخذوا كل شيء حتى الأكواب ولم يتركوا شيئًا ثم همّوا بعد ذلك أن يقطعوا رأس عثمان رضي الله عنه فصرخت السيدة نائلة والسيدة أم البنين زوجتاه وصرخت بناتُه فقال المجرم عبد الرحمن بن عديس وهو أحد رءوس الفتنة: اتركوه. فتركوه وبينما هم خارجون قفز غلامٌ لعثمان رضي الله عنه على سودان بن حمران أحد قتلة عثمان رضي الله عنه فقتله فقام رجل من أهل الفتنة يُسمّى قترة فقتل الغلام... فقام غلامٌ آخر وقتل قترة فقام القوم وقتلوا الغلام الثاني.
وقتل بعض أبنائهم الصحابة وجُرح عبد الله بن الزبير وجُرح الحسن والحسين رضي الله عنهم جميعًا.
ثم توجه هؤلاء الفجرة الخوارج إلى بيت مال المسلمين وحاولوا أن يأخذوا المال فصرخ حراس بيت المال: النجا النجا.
ولكن غلبهم أهل الفتنة واستطاعوا الاستيلاء على أموال كثيرة من بيت المال وصاح حفظة بيت المال: والله إنهم قوم يريدون الدنيا وما أرادوا الإصلاح كما قالوا.
أما الجيوش التي كانت على مشارف المدينة مرسلة من ولاة عثمان فقد رجعت إلى أمرائها بعد معرفتها بمقتل عثمان وتولية عليّ رضي الله عنه.

استشهد الخليفة الراشد كما بشره النبي صلى الله عليه وسلم على أيدي المنافقين الذين أخبره بهم النبي صلى الله عليه وسلم ليدخل الجنة على بلوى تصيبه كما وعده النبي صلى الله عليه وسلم.


الثانية عشرة، الحوار مع الخليفة والخروج عن السلمية



استخراج الحق من بحور البهتان ، فيما يقال عن الثورة على عثمان
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة
الحلقة الثانية عشرة
الحوار مع الخليفة والخروج عن السلمية

يصعد عثمان المنبر ويخطب في الناس موجهاً خطابه للثوار المارقين ( يا هؤلاء الغرباء الله الله ، فوالله إن أهل المدينة ليعلمون أنكم ملعنون على لسان محمد صلى الله عليه وسلم فامحوا الخطأ بالصواب فإن الله لا يمحو السيئ إلا بالحسن.
فقام محمد بن مسلمة رضي الله عنه وهو من قدامى الصحابة وقال: أنا أشهد بذلك. وكان بجواره حكيم بن جبلة
فأجلسه بالقوة وسبّه ....
فقام زيد بن ثابت الأنصاري رضي الله عنه وقال: إن ذلك في الكتاب.
فقام محمد بن أبي مريرة وكان من أهل الفتنة أيضاً فجذبه وسبّه ...
ثم قام رجل اسمه جهجاه الغفاري وهو من أهل الفتنة أيضًا قام يخاطب عثمان بن عفان رضي الله عنه واتجه نحوه وأخذ منه العصا التي كان يتّكأ عليها وكسرها على ركبته وقال لعثمان رضي الله عنه: يا نعثل انزل من على هذا المنبر(نعثل تطلق على الظبي كثير الشعر وقد كان عثمان رضي الله عنه كثير الشعر كثّ اللحية وتقال هذه الكلمة أيضًا للشيخ الأحمق) وهذه أول مرة يُسبّ فيها عثمان رضي الله عنه علنًا أمام الناس
وبعد أن قيلت هذه الكلمة قام المتمردون جميعًا وأخذوا يحصبون- يضربونهم بالحجارة- الصحابة وعثمان رضي الله عنه وهو على المنبر وسالت الدماء على قميصه وحمله بعض الصحابة رضوان الله عليهم جميعًا وأدخلوه بيته ولم يخرج بعدها منه وحاصر أهل الفتنة بيته رضي الله عنه وأرضاه واستُخلف أبو هريرة رضي الله عنه على الصلاة بالمسلمين وهذا هو الصحيح .

وعندما وجد عثمان رضي الله عنه أن الأمر قد وصل إلى هذا الحدّ وأن اللين لن يجدي مع هؤلاء المتمردين كتب رضي الله عنه رسائل إلى ولاته في الأمصار أن يرسلوا إليه بالجيوش لحل هذه الأزمة فكتب إلى معاوية بن أبي سفيان بالشام وكتب إلى أبي موسى الأشعري بالكوفة وإلى والي البصرة .

وإلى هذا الحين لم تظهر فكرة قتل الخليفة بل ما يطلبونه هو عزله وبعد ذلك خرج عثمان رضي الله عنه من شرفة بيته وبدأ يخطب في المتمردين فقال: أليس فيكم علي بن أبي طالب والزبير وطلحة وسعد بن أبي وقاص؟- وكان الصحابة رضي الله عنهم مع الناس ولا يريدون الانصراف ويتركون عثمان رضي الله عنه- فوقفوا وقالوا: نعم نحن هنا وأشاروا إلى أماكنهم.

فقال عثمان رضي الله عنه: أنشدكم بالذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: مَنْ يَبْتَاعَ مِرْبَدَ بَنِي فُلَانَ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ.
فابتعته فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إني قد ابتعته.
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْهُ فِي مَسْجِدِنَا، وَأَجْرُهُ لَكَ؟ قال الصحابة: نعم.
قال عثمان رضي الله عنه: أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
مَنْ يَبْتَاعُ بِئْرَ رُومَةَ؟ فابتعتها بكذا وكذا فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت:إني قد ابتعتها.
قال:اجْعَلْهَا سِقَايَةً لِلْمُسْلِمِينَ، وَلَكَ أَجْرُهَا. ففعلت؟ قالوا: نعم نشهد بذلك.
فقال:أنشدكم بالله الذي لا إله إلا هو تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نظر في وجوه القوم يوم جيش العسرة فقال:مَنْ يُجَهِّزُ هَؤُلَاءِ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ. فجهزتهم حتى ما يفقدون خطاما ولا عقالا؟  قالوا: اللهم نعم.
فقال: اللهم اشهد اللهم اشهد اللهم اشهد.  ثم انصرف.
وكلمهم عثمان من بيته مرة أخرى وهو محصور فقال: أنشد بالله من شهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حراء إذ اهتز الجبل فركله بقدمه ثم قال: اسْكُنْ حِرَاءَ لَيْسَ عَلَيْكَ إِلَّا نَبِيٌّ أَوْ صِدِّيقٌ أَوْ شَهِيدٌ وأنا معه فانتشد له رجال.( أي شهدوا بأن ما يقوله حق.)
ثم قال: أنشد بالله من شهد رسول الله يوم بيعة الرضوان إذ بعثني إلى المشركين إلى أهل مكة فقال: هَذِهِ يَدِي وَهَذِهِ يَدْ عُثْمَانَ ووضع يديه إحداهما على الأخرى فبايع لي فانتشد له رجال.
ثم قال:أنشد بالله من شهد رسول الله قال: مَنْ يُوَسِّعُ لَنَا بِهَذَا الْبَيْتِ فِي الْمَسْجِد بُنِيَتْ لَهُ بِيْتًا فِي الْجَنَّةِ.
فابتعته من مالي فوسعت به المسجد. فانتشد له رجال.
ثم قال: أنشد بالله من شهد رسول الله يوم جيش العسرة قال: مَنْ يُنْفِقُ الْيَوْمَ نَفَقَةً مُتَقَبَّلَةٌ؟ فجهزت نصف الجيش من مالي. فانتشد له رجال.
ثم قال: أنشد بالله من شهد رومة يباع ماؤها ابن السبيل فابتعتها من مالي فأبحتها ابن السبيل. فانتشد له رجال.
ثم ... تظهر فكرة القتل ... يا ويحهم...  يَرُدُّون على ذي النوري بأحد خيارين إما العزل وإما القتل!!!!!!!.

موقف الصحابة رضي الله عنهم من هذه الأحداث
إن الروايات التي تملؤ كتب الروافض تقول: إن الصحابة رضي الله عنهم تخلّوا عن عثمان رضي الله عنه في هذه الأحداث ولم يدافعوا عنه لأنهم لم يكونوا راضين عن سياسته... سبحانك سبحانك هذا بهتان عظيم !!!!
وللأسف تناول هذا الإفتراء كثير من أهل السنة وأخذوا يرددونه على الناس ثم لا يجدون رداً !!!!

أخي ... اعلم أن كل هذه الروايات الكثيرة باطلة سنداً ومتناً ولولا المشقة عليك لأتيت بها واحدة واحدة وأثبت لك بطلانها من أقوال أهل العلم ... فإلى الله المشتكى

ولكن أريد منك ـ أخي القارئ ـ أن تتذكر أنه في بداية الفتنة جاء الصحابة رضي الله عنهم إلى عثمان رضي الله عنه وكان فيهم علي بن أبي طالب وابناه الحسن والحسين وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وغيرهم رضي الله عنهم جميعًا ولكن عثمان رضي الله عنه رفض أن يدافعوا بأسلحتهم عنه وعن المدينة وكان يريد أن تنتهي هذه الفتنة بطريقة سلمية وذلك لأن معظم الصحابة كانوا في الجيوش الفاتحة والباقي ذهب للحج في هذا العام منهم أمنا عائشة رضي الله عن الجميع فالقليل جداً من الصحابة بجوار عثمان ولا تنس أن أعداد هؤلاء المارقين كان ما بين الألفين والثلاثة آلاف.

إذن مبدأ الدفاع موجود ولكن لوازمه مفقوده فعدد الصحابة في المدينة قليل بالنسبة للمارقين ولم يرد أمير المؤمنين المجازفة بهم فانتظر وصول المدد

ولكن لكل مقام مقال فبعد اشتداد الأزمة أرسل الزبير بن العوام رضي الله عنه رسالة إلى عثمان رضي الله عنه يقول له فيها: إني استطيع أن أجمع لك بني عمرو بن عوف ( قبيلة كبيرة على بعد أميال من المدينة) فوافق عثمان رضي الله عنه وقال: إن كان ذلك فنعم.
ويقوم زيد بن ثابت الأنصاري ويقول له: إن الأنصار خارج الباب يقولون: إن شئت كنا أنصار الله إن شئت كنا أنصار الله كررها مرتين.
فقال عثمان رضي الله عنه: لا حاجة لي في ذلك فكفوا أيديكم.
ورجع عبد الله بن عباس رضي الله عنه قبل أن يخرج للحج وقال لعثمان رضي الله عنه: يا عثمان إن وقوفي على بابك أجاحف عنك- أي أدافع عنك- خير من الحج.
فقال له عثمان رضي الله عنه: لا حاجة في ذلك وأمره أن يذهب إلى الحج فأطاع عبد الله بن عباس رضي الله عنه.
وذهب أبو هريرة ومعه مجموعة من الصحابة إلى عثمان رضي الله عنه في بيته وقال أبو هريرة رضي الله عنه:
لقد سمعت أذناي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: تَكُونَ بَعْدِي فَتْنَةٌ وَأَحْدَاثٌ.
فقلت: وأين النجاة منها يا رسول الله؟
فقال: الْأَمْيرُ وَحِزْبُهُ. وأشار إلى عثمان رضي الله عنه
فقال القوم: ائذن لنا فلنقاتل فقد أمكنتنا البصائر.
فقال عثمان رضي الله عنه في منتهى الصراحة والوضوح: عزمت على كل أحد لي عليه طاعة ألا يقاتل.
فقال أبو هريرة: يا عثمان طاب الآن الضراب معك فهذا هو الجهاد.
فقال له عثمان رضي الله عنه: عزمت عليك لتخرجن. فخرج أبو هريرة رضي الله عنه.
وكان رضي الله عنه في انتظار المدد الذي يأتيه من الشام ومن البصرة والكوفة لكن المسافة إلى تلك الأماكن بعيدة وكان أيضاً في انتظار بني عمرو بن عوف قوم الزبير بن العوام ولم يكونوا قد جُمعوا بعد.

وأمر آخر يتبادر إلى الذهن أن الصحابة الذين أطاعوا أمر الخليفة بعدم مواجهة الثوار المارقين بالسلاح هل أخطأوا ؟؟.
إن الإجابة على هذا الإشكال في هذا الحوار دار بين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبين سعيد الخزاعي أحد التابعين وذلك بعد موقعة الجمل.
قال سعيد: إني سائلك عن مسألة كانت منك ومن عثمان.
فقال علي رضي الله عنه: سل عما بدا لك.
فقال سعيد: أي منزلة وسعتك إذ يقتل عثمان ولم تنصره؟
فقال علي رضي الله عنه: إن عثمان كان إمامًا وإنه نهى عن القتال وقال: من سلّ سيفه فليس مني. فلو قاتلنا دونه عصيناه.
فقال سعيد: فأي منزلة وسعت عثمان إذ يستسلم؟
قال علي رضي الله عنه: المنزلة التي وسعت ابن آدم إذ قال لأخيه: [لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللهَ رَبَّ العَالَمِينَ] {المائدة:28}. فسكت سعيد الخزاعي.

وقد يتبادر الآن إلى ذهنك ـ أيها القارئ ـ هذا السؤال: لِمَ لَمْ يتنازل عثمان رضي الله عنه عن الخلافة لعلي أو الزبير أو طلحة رضي الله عنهم جميعًا وكلهم من الصحابة الأخيار ومن المبشرين بالجنة ؟

نقول: لو فعل ذلك لكان مخالفًا للشرع وللنص الصريح من رسول الله صلى الله عليه وسلم ففي الحديث عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يَا عُثْمَانُ إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ فَلَا تَخْلَعْهُ يَا عُثْمَانُ إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ فَلَا تَخْلَعْهُ يَا عُثْمَانُ إِنْ وَلَّاكَ اللَّهُ هَذَا الْأَمْرَ يَوْمًا فَأَرَادَكَ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تَخْلَعَ قَمِيصَكَ الَّذِي قَمَّصَكَ اللَّهُ فَلَا تَخْلَعْهُ.
وكرّر صلى الله عليه وسلم ذلك ثلاث مرات

وتتفاقم الأحداث ويشتد الحصار ويُمنع عن عثمان الماء ثم ....