الأحد، 3 مارس 2013

الحلقة العاشرة ، آخر الشبهات




سلسلة (استخراج الحق من بحور البهتان ، فيما يقال عن الثورة على عثمان)
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة
 
الحلقة العاشرة
مطالب ثوريـة باطلـة (7)
آخر الشبهات
 
17- لم يقتل عبيد الله بن عمر بالهرمزان
وكان عبيد الله بن عمر قد تيقن من أن الهرمزان قد شارك في الإعداد لقتل أبيه عمر بن الخطاب فقتله.
اسمح لي أيها القارئ أن أعود إلى يوم 27 من ذي الحجة لسنة 23 هـ يوم طعن أبو لؤلؤة المجوسي ـ لعنه الله ـ أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وقَتَل أيضا سبعة من الصحابة، وأصاب كثير غيرهم لما وجد نفسه لا محالة مقبوض عليه قتل نفسه .
لم يمت عمر رضي الله عنه في نفس اليوم الذي طعن فيه بل مات في آخر ليلة من شهر ذي الحجة 23هـ.
في هذه الظروف شهد عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق رضي الله عنه أنه رأى الهرمزان ( قائد فارسي قديم خالف عهده مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خالف عهده مع عمر بن الخطاب ثلاث مرات ثم أعلن إسلامه وبقي في المدينة ) رآه يتناجي سراً مع أبي لؤلؤة المجوسي فشك في أمرهما فاقترب منهما ثم هجم عليهما فجأة فسقط منهما خنجر له رأسان وكانت هذه هى مواصفات الخنجر الذي قتل به عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
فتيقن القوم أن الهرمزان مشارك لأبي لؤلؤة المجوسي في التخطيط لقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه فلما سمع بذلك عبيد الله بن عمر بن الخطاب انتظر حتى مات عمر بن الخطاب رضي الله عنه فحمل سيفه وخرج فقتل الهرمزان .
هذه هي قصة الهرمزان
وبعد أن بويع عثمان رضي الله عنه بالخلافة اجتمع بكبار المهاجرين والأنصار رضي الله عنهم وتداولوا الرأي في أمر عبيد الله بن عمر بن الخطاب الذي أصبح قاتلا هل يقام عليه الحد وقد قتل رجلا من المتيقن به لدى الجميع أنه أعد وخطط لمقتل أبيه ؟؟؟
وكان هذا بعد مقتل عمر بن الخطاب رضي الله عنه بثلاثة أيام وكان عبيد الله بن عمر في تلك الفترة محبوسا في بيت سعد بن أبي وقاص. ودار الحوار .....
فقال علي بن أبي طالب: أرى أن تقتله.
فقال المهاجرون والأنصار: يُقْتل عمر بن الخطاب بالأمس ويُقْتل ابنه اليوم.
فقال عمرو بن العاص: يا أمير المؤمنين إن الله أعفاك أن يكون هذا الحدث كان ولك على المسلمين سلطان إنما كان الحدث ولا سلطان لك.
فقال عثمان بعد أن سكت برهة: أنا ولي الذي قتل وقد جعلتها دية واحتملتها من مالي.
إذن وقبل اختيار عثمان لم يكن للمسلمين وليّ فكان عبيد الله ولي أبيه فأخذ له بحقه في رأيه ولم يقر الصحابة رضي الله عنهم هذا الاجتهاد والتأويل بالكلية من عبيد الله بن عمر رضي الله عنهما ولذلك دفع عثمان رضي الله عنه الدية من حر ماله.
ولعل الإشكال يتبين بعد هذا الحوار الذي دار بين عبد الله بن عباس حبر الأمة وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما . فبعد طعن عمر رضي الله عنه نادى على ابن عباس رضي الله عنه وقال له:
كنت أنت وأبوك تحبان أن يكثر الفرس في المدينة. ( أي أنهما كانا من مؤيدي أن يكثر الفرس في المدينة ويسلموا ويعيشوا فيها ويقتربوا من الإسلام وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يكره ذلك ويرى فيهم الغدر)
فقال عبد الله بن عباس: إن شئت أن نقتلهم فعلنا ( ليس الهرمزان فحسب بل كلهم وذلك لما ظهر الفساد منهم ولا بأس بأن يقام عليهم حد الحرابة وللوالي أن يقتلهم. )
فقال له عمر رضي الله عنه: كذبت أفبعد أن تكلموا بلسانكم وصَلّوا إلى قبلتكم.
إذن  كان من المسلمين من يرى جواز قتل الفرس جميعا الذين هم بالمدينة لأنهم أفسدوا في الأرض، وخططوا لقتل الخليفة أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه وكان من يرى ذلك هو عبد الله بن عباس حبر الأمة وهو بلا شك أكثر فقها وأعلم من عبيد الله بن عمر لهذا احتمل عثمان بن عفان الدية من ماله الخاص ولم يقتل عبيد الله بن عمر بالهرمزان.
 
18-  أنه كان يعطي أقرباءه، ولا يعطي عامة المسلمين.
يقول عثمان رضي الله عنه : ( إني أحب أهل بيتي وأعطيهم فأما حبي لهم فإنه لم يمل معهم على جور بل أحمل الحقوق عليهم وأما إعطائهم فإنما أعطيهم من مالي ولا أستحل مال المسلمين لنفسي ولا لأحد من المسلمين وقد كنت أعطي العطية الكبيرة الرغيبة من صلب مالي في أزمان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وأنا يومئذ شحيح حريص أفحين أتت عليّ أسنان أهل بيتي وفني عمري ووضعت الذي لي في أهلي قال الملحدون ما قالوا.)
لقد نسي هؤلاء أن عثمان رضي الله عنه كان يعتق رقبة في كل جمعة في سبيل الله وأقطع لعبد الله بن مسعود ولعمار بن ياسر ولخباب بن الأرت وللزبير بن العوام وغيرهم ممن ليسوا بأقاربه على الإطلاق وتنازل رضي الله عنه لطلحة بن عبيد الله رضي الله عنه عن خمسين ألف درهم كانت له عليه.)
ومع بطلان هذا الإدعاء الموجود في كتب الشيعة أصلا نقول:
يقول ابن تيمية :( على فرض إعطاء عثمان رضي الله عنه لمروان بن الحكم خمس غنائم إفريقية فإن عثمان عامل على صدقات المسلمين ويستحق من هذه الأموال حتى وإن كان غنيا ويقول أيضا أن سهم ذوي القربى المذكور في الآية: [وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ للهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي القُرْبَى وَاليَتَامَى وَالمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ] {الأنفال:41}.
قال بعض العلماء كالحسن البصري، وأبو ثور أن المقصود بذي القربى: قرابة الإمام، وأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يعطي ذوي قرابته لأنه إمام المسلمين ذلك حق لكل وال من بعده أن يعطي من هذا السهم لأقاربه هذا على فرض أن هذا الادعاء منهم صحيح وإن كان باطلا من البداية. )
 
حشد الثوار أنفسهم من البصرة ومن الكوفة ومن مصر وجمعوا هذه الشبهات الباطلة وتوجهوا إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه بالمدينة.... ووصلوا المدينة وبدأوا يتحاورون في هذه النقاط مع عثمان رضي الله عنه.
فماذا حدث بعد ذلك ...........؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق