الجمعة، 29 مارس 2013

الأخيرة ،ضوابط في قراءة التاريخ ومصادر البحث



سلسلة استخراج الحق من بحور البهتان فيما يقال عن الثورة على عثمان
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة

الحلقة الرابعة عشرة والأخيرة
ضوابط في قراءة التاريخ ومصادر البحث

الأمة التي ليس لها تاريخ ليس لها حاضر ولا نهضة حقيقية إلا بالرجوع إلى محاكاة جيل فريد للإقتداء به ولو على سبيل الإفتراض. فعلى سبيل الحقيقة (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ إِلَّا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ لَأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ رَّبَّنَا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنَا وَإِلَيْكَ أَنَبْنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (4) ) الممتحنة . الدعوة للإقتداء بإبراهيم ومن معه في الولاء والبراء .

وعلى سبيل الإفتراض والتزوير إيران رجعت الى الفرس وجعلت في علمها شعار من الدولة الكسروية علما.
وعلى سبيل الإختصار هناك خطوط رئيسية لابد لقارئ التاريخ أن يلتزم بها وهي ليست على سبيل التفضل بل إلزام سيحاسَب عليه العبد يوم القيامة وله توابعه في الدنيا والآخرة .
1-    التاريخ ليس فقط تاريخ سياسي بل هناك تاريخ آخر للرجال نعرفه من خلال كتب علم الرجال وكذلك تاريخ المدن كتاريخ بلدان نيسابور وأصفهان والقاهرة ومصر ودمشق . والتركيز على التاريخ السياسي أضعف هيبة التاريخ وقلل من شأنه وجرّأ السفهاء على ثوابت الأمة .
2-    التاريخ ليس بمعلومات فلا يحق لأحد أن يقتطع ما يشاء من واقعة ويقصها بل يجب عليه ربط الماضي بالواقعة وملاحظة تعليقات أو سكوت أبناء عصر الواقعة ولاسيما إن كانت الواقعة عظيمة يترتب عليها رفع من شأن أو العكس أو غير ذلك .
3-     إذا كانت الرواية التاريخية متعلقة بأمور شرعية كالحلال والحرام أو سفك دماء مسلمة بآياد مسلمة وغير ذلك فلابد من دراسة الأسانيد المتعلقة بالرواية وعرض الرواية على القواعد الشرعية وتطبيق أصول علم الحديث على الرواية من غير إفراط ولا تفريط .
4-    يجب على كل قارئ للتاريخ أن يحمل عقيدة سلفية صافية يستطيع من خلالها أن يعطي لكل ذي حق حقه ولا يقبل طعناً في أصل من أصول الدين فمعرفة أثر الإسلام في تربية أتباعه في صدر الإسلام( الصحابة) يجعل من البديهي التسليم بأن الدافع لهم في تصرفاتهم وسلوكهم لم يكن دافعاً دنيوياً بل كان دينياً وأخلاقياً .
5-    معرفة ماهية كاتب التاريخ ودراسة علمية عنه من حيث عقيدته ومذهبه الفقهي ومدى التزامه بالعدالة والضبطية حتى لا تجد كاتباً للتاريخ هواه مع العباسيين مثلا فيزيد العباسيين رفعة على حساب بخس حق الأمويين . فالتحيز والتعصب حجاب ساتر عن رؤية الحقيقة التاريخية والكلام في الناس يجب أن يكون بعلم وعدل وإنصاف .
6-    إذا بلغ الماء القلتين لم يحمل الخبث . فمن غلبت فضائله هفواته اغتفر له ذلك .
7-    الاستعانة بعلم الجرح والتعديل للترجيح بين الروايات المتعارضة وبناء الصورة التاريخية الصحيحة .
8-    يجب التفرقة بين التاريخ الإسلامي وتاريخ الإسلام .. تاريخ الإسلام لا مصدر له إلا الكتاب والسنة . فعلى من أراد دراسة تاريخ الإسلام أن يرجع إلى القرءان وتفاسيره السلفية وإلى السنة وشروحها السنية .
9-    غير المسلمين كتبوا في كل علوم المسلمين ومنها التاريخ فعلى القارئ لهم أن يراعي الاحتياط الشديد عند الأخذ من كتبهم وخصوصاً ـ والكل يعلم ـ أن الحرية عندهم بلا قيود وبلا ضوابط مما جعل نتائج أبحاثهم ودراساتهم مناقضة للأحكام الإسلامية وواقع المجتمع الإسلامي .
10-                       علمانيو العرب عندنا في بلادنا العربية اتبعوا الغربيين في أبحاثهم ودراساتهم عن الإسلام ونسي هؤلاء العلمانيون أن اليهود والنصارى قد حرّفوا دينهم وكذبوا على أنبيائهم فهل سيكون عندهم أمانة وحب وحيادية كما يزعمون عند دراستهم في كتبنا ؟
بل نسي العلمانيون أن في ديننا الحنيف رواية الضعيف والفاسق مردودة فما ظنهم برواية الكافر ؟
وأخيراً وليس آخراً هذه ليست كل قواعد كتابة وقراءة التاريخ بل هي خطوط عريضة لمن أراد العدل والإنصاف كما يدعون .
وفي النهاية أسرد لكم المراجع التي تم النقل منها سواء في سلسلة الدفاع عن سيدنا عثمان أو ضوابط قراءة التاريخ.
1-    منهاج السنة لابن تيمية .
2-    العواصم من القواصم لابن العربي المالكي
3-    البداية والنهاية لابن كثير
4-    سير أعلام النبلاء للذهبي
5-    شرائط تسجيل عن ( الفتنة ) للدكتور راغب السرجاني
6-    منهج كتابة التاريخ الإسلامي لماذا وكيف ؟ ، للدكتور جمال عبد الهادي
7-    تاريخنا من يكتبه ؟ للدكتور عبد الرحمن علي الحجي
8-    التاريخ الإسلامي بين الحقيقة والتزييف ، للدكتور عمر سليمان الأشقر .
9-    كيف نكتب التاريخ الإسلامي ، للأستاذ محمد قطب .
10-                       نزعة التشيع وأثرها في الكتابة التاريخية ، للدكتور سليمان بن حمد العودة .

والله أعلم والحمد لله رب العالمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق