الجمعة، 22 فبراير 2013

الحلقة التاسعة، سبع شبهات



سلسلة (استخراج الحق من بحور البهتان ، فيما يقال عن الثورة على عثمان)
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة

الحلقة التاسعة
مطالب ثوريـة باطلـة (6)
سبــع شبهـات

10 - تولية عثمان الوليد بن عقبة على الكوفة وهو فاسق.
بداية نقول كما قال ابن العربي في العواصم من القواصم : من فسّق الوليد بن عقبة فهو فاسق .
احتج الطاعنون بسبب النزول للآية الكريمة: [يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ] {الحجرات:6}.
فقد ذكر كثير من المفسرين أن هذه الآية نزلت في الوليد بن عقبة وقد قال ابن كثير : [ نزلت في الوليد بن عقبة بن أبي معيط حين بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم على صدقات بني المصطلق وقد رُوِي ذلك من طرق ومن أحسنها ما رواه الإمام أحمد في مسنده من رواية ملك بني المصطلق وهو الحارث بن ضرار والد جويرية بنت الحارث أم المؤمنين رضي الله عنها.
قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن سابق, حدثنا عيسى بن دينار حدثني أبي أنه سمع الحارث بن ضرار الخزاعي رضي الله عنه.. (الحديث) . ]
وهذا السند الذي قال عنه ابن كثير بأنه من أحسنها هو سند ضعيف. وإليك التفصيل بإيجاز:
1-    محمد بن سابق. ضعفه ابن معين ووثقه العجلي. وقال يعقوب بن شيبة : ثقة لا يوصف بالضبط. وقال الحافظ عنه في التقريب : صدوق.
2-    دينار وهو والد عيسى ذكره ابن حبان في الثقات مع أن ابنه عيسى هو من المجاهيل.
فالرواية إذن ضعيفة بالرغم من أنها أحسن المروى في هذا الصدد .
وقد أورد محب الدين الخطيب في تعليقه على كتاب العواصم من القواصم ما هو من الدرر التي كشفت قبح الروافض الذين أدخلوا الروايات الموضوعة على كثير من أهل السنة وزينوا الأسانيد حتى تفاقمت المحن على أهل السنة وإلى الله المشتكى ...
وملخص البحث القيم للشيخ محب الدين ودراسته للأسانيد قال: ( فلما عكفت على دراستها وجدتها موقوفة على مجاهد أو قتادة أو ابن أبي ليلى أو يزيد بن رومان ولم يذكر أحد منهما أسماء رواة هذه الأخبار في مدة مائة سنة أو أكثر مرت بين أيامهم وزمن الحادث وهذه المائة من السنين حافلة بالرواة من مشارب مختلفة )
إن الوليد بن عقبة رضي الله قد استأمنه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر على الرسائل التي كانت بينه وبين خالد بن الوليد في موقعة المزار التي انتصر فيها المسلمون على الفرس وأرسله أيضاً أبو بكر رضي الله عنه مددًا على رأس قوة إلى عياض بن غنم في دومة الجندل ثم ولاّه الصديق صدقات قضاعة سنة 13 هـ .
وفي عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه تولى الإمارة على قبائل بني تغلب وتنوخ وربيعة وعرب الجزيرة .
وفي عهد عثمان رضي الله عنه تولّى أمر الكوفة وظل في إمارته خمس سنوات كاملة يحبه أهل الكوفة ويحبهم وكان الزائرون لا ينقطعون عن بيته يطعمهم، ويسقيهم وكان الناس في رخاء شديد في عهد الوليد بن عقبة، فقد كان صاحب فتوحات عظيمة في أراضي الفرس، وكان رضي الله عنه لا تأخذه في الله لومة لائم.

وختاماً نقول : على فرض أن هذا الذنب قد حدث من الوليد بن عقبة فالذنوب لا تسقط العدالة ما دام الإنسان قد تاب منها.
---------------------------------------
11- أنه أعطى مروان بن الحكم خمس غنائم إفريقية.
كل الروايات التي جاءت فيها هذه الفرية قد ورد في سندها : الواقدي أو محمد بن هشام الكلبي أو أبو مخنف لوط بن يحيى .. وكلهم  من الشيعة الوضاعين الكذابين .
والصحيح أن عثمان رضي الله عنه أعطى خمس الخمس لعبد الله بن سعد بن أبي سرح رضي الله عنه .
وكان قد وعده بأنه إذا أبلى بلاء حسنا في فتح إفريقية فسوف يعطيه خمس الخمس تشجيعا له وفتح عبد الله بن سعد بن أبي سرح إفريقية وأعطاه عثمان رضي الله ما وعده فجاء بعض أمراء جيش عبد الله بن سعد أبي سرح إلى عثمان ساخطين من هذا الوعد .
فقال عثمان: إني أنا الذي أمرت له بذلك وإني أسأله فإن رضي رددته.
فاستأذن عثمان بن عفان رضي الله عنه عبد الله بن سعد بن أبي سرح في رد المال فرده .
واعلم أن هذا الأمر جائز شرعا وقد فعله الرسول صلى الله عليه وسلم ومن بعده أبو بكر الصديق رضي الله عنه وفعله عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأعطوا الأعطيات لبعض الناس ترغيبا وتأليفا لقلوبهم أو جزاء لهم على حسن البلاء.

----------------
12- كان عمر يضرب بالدرة- عصا صغيرة- أما عثمان فيضرب بعصا كبيرة.
ليس لذلك أصل، ولا سند، ولم يصح فيه حديث واحد.
------------------
13- علا على درجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد نزل عنها أبو بكر وعمر.
كسابقتها فلم يصح لهذه الرواية إسناد .
-------------------
14-  لم يحضر بدرا.
15-  انهزم وفر يوم أحد.
16-  غاب عن بيعة الرضوان.
أورد البخاري في صحيحه في ( مناقب عثمان بن عفان): ( جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ مِصْرَ حَجَّ البَيْتَ، فَرَأَى قَوْمًا جُلُوسًا، فَقَالَ: مَنْ هَؤُلاَءِ القَوْمُ؟
فَقَالُوا هَؤُلاَءِ قُرَيْشٌ،
قَالَ: فَمَنِ الشَّيْخُ فِيهِمْ؟
قَالُوا: عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ،
قَالَ: يَا ابْنَ عُمَرَ، إِنِّي سَائِلُكَ عَنْ شَيْءٍ فَحَدِّثْنِي، هَلْ تَعْلَمُ أَنَّ عُثْمَانَ فَرَّ يَوْمَ أُحُدٍ؟
قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَدْرٍ وَلَمْ يَشْهَدْ؟
قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ: تَعْلَمُ أَنَّهُ تَغَيَّبَ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ فَلَمْ يَشْهَدْهَا؟
قَالَ: نَعَمْ،
قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ،
قَالَ: ابْنُ عُمَرَ: تَعَالَ أُبَيِّنْ لَكَ، أَمَّا فِرَارُهُ يَوْمَ أُحُدٍ، فَأَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَفَا عَنْهُ وَغَفَرَ لَهُ، وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَدْرٍ فَإِنَّهُ كَانَتْ تَحْتَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَكَانَتْ مَرِيضَةً، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لَكَ أَجْرَ رَجُلٍ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْرًا، وَسَهْمَهُ» وَأَمَّا تَغَيُّبُهُ عَنْ بَيْعَةِ الرِّضْوَانِ، فَلَوْ كَانَ أَحَدٌ أَعَزَّ بِبَطْنِ مَكَّةَ مِنْ عُثْمَانَ لَبَعَثَهُ مَكَانَهُ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُثْمَانَ وَكَانَتْ بَيْعَةُ الرِّضْوَانِ بَعْدَ مَا ذَهَبَ عُثْمَانُ إِلَى مَكَّةَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ اليُمْنَى: «هَذِهِ يَدُ عُثْمَانَ». فَضَرَبَ بِهَا عَلَى يَدِهِ، فَقَالَ: «هَذِهِ لِعُثْمَانَ» فَقَالَ لَهُ ابْنُ عُمَرَ اذْهَبْ بِهَا الآنَ مَعَكَ )

ونستكمل في الحلقات المقبلة إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق