الاثنين، 11 فبراير 2013

الحلقة الثانية، قائد الثورة وبداية التحرك



                       سلسلة (استخراج الحق من بحور البهتان فيما يقال في الثورة على عثمان)
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة

الحلقة الثانية
قائد "الثورة" ، وبدء التحرك

عبد الله بن سبأ يهودي من صنعاء باليمن، أسلم لتدبير المكائد للمسلمين، و بث الفتنة، و عوامل الفرقة و الاختلاف فيما بينهم.
قال الطبري في تاريخه:(كان عبد الله بن سبأ يهوديا من صنعاء).
قال ابن عساكر:(عبد الله بن سبأ الذي تنسب إليه السبئية، وهو من الغلاة الرافضة، أصله من اليمن) ذكر بدوي عبد الرحمن في كتابه ( مذاهب الإسلاميين جـ 2 )عن المستشرق الألماني اسرائيل فريدليندر حججا عديدة في دراسة بعنوان:عبد الله بن سبأ وأصله اليهودي عن يهودية ابن سبأ و أصله اليمني
يقول ابن الأثير في كتابه (الكامل في التاريخ جـ 2)
(كان يهودياً من أهل صنعاء أمه سوداء، وأسلم أيام عثمان ثم تنقل في الحجاز ثم بالبصرة ثم بالكوفة ثم بالشام يريد إضلال الناس فلم يقدر منهم على ذلك فأخرجه أهل الشام فأتى مصر فأقام فيهم وقال لهم: العجب ممن يصدق أن عيسى يرجع ويكذب أن محمداً يرجع !! فوضع لهم الرجعة فقبلت منه.. ثم قال لهم بعد ذلك: إنه كان لكل نبي وصي وعلي وصي محمد فمن أظلم ممن لم يجز وصية رسول الله، صلى الله عليه وسلم ووثب على وصيه وإن عثمان أخذها بغير حق فانهضوا في هذا الأمر وابدأوا بالطعن على أمرائكم وأظهروا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تستميلوا به الناس )
ذهب عبد الله بن سبأ إلى الحجاز ولما لم يجد صدى كافيًا انطلق إلى العراق فذهب إلى البصرة وكانت موطنًا للفتن ووقع هناك على رجل يُسمّى (حكيم بن جبلة) وكان من المسلمين ولكنه كان لصًّا يغير على أهل الذمة وقد حدد الخليفة إقامته بألا ينتقل من البصرة فقد كان رجلًا سيئ الخلق وبدأ ابن سبأ يلقي عليه بعض الأفكار الجديدة على الإسلام والمقتبسة من اليهودية والمجوسية .
تبعه حكيم بن جبلة، وبعض من قبيلته وبعض من أصدقائه وكان كل هذا الأمر يدور سرّا لأنه لا يجرؤ على الجهر به .
ثم انتقل من البصرة إلى الكوفة موطن الفتن والثورات واستجاب له من أهل الكوفة أفراد كثيرون ولكن سرّا ومنهم الأشتر النخعي وقد كان الأشتر من المجاهدين في اليرموك والمواقع التي جاءت بعدها ولكن الله تعالى يثبّت من يشاء وقد استجاب الأشتر لابن سبأ إما عن جهل وإما عن رغبةٍ في الرئاسة أو غير ذلك وكان الأشتر ذا مكانة ورأي في قومه وبدأ يدعو الناس إلى ما هو عليه من أفكار.

ثم انتقل ابنُ سبأ إلى مصر ووجد في مصر مناخًا مناسبًا لأفكاره لأن معظم المجاهدين خرجوا إلى الفتوحات في ليبيا وآخرين في السودان ومن كان موجودًا إنما هم قلة من المسلمين فاستطاع ابن سبأ أن يجمع حوله قلة من الناس واستقرّ في مصر ولم يكن استقراره أمرًا مقصودًا لكنه كان بطبيعته يستقرّ في كل بلد ينزل فيها مدة ثم يغادرها إلى غيرها فلما كان بمصر كان قد قرب عهد الفتنة فخرج من مصر.

يقول ابن الأثير  ( وبث دعاته، وكاتب من استفسد في الأمصار وكاتبوه، ودعوا في السر إلى ما هو عليه رأيهم وصاروا يكتبون إلى الأمصار بكتب يضعونها في عيب ولاتهم، ويكتب أهل كل مصر منهم إلى مصر آخر ما يصنعون، حتى تناولوا بذلك المدينة وأوسعوا بذلك الأرض إذاعة، فيقول أهل كل مصر: إنا لفي عافية مما ابتلي به هؤلاء، إلا أهل المدينة فإنهم جاءهم ذلك عن جميع الأمصار، فقالوا: إنا لفي عافية مما فيه الناس. فأتوا عثمان فقالوا: يا أمير المؤمنين أيأتيك عن الناس الذي يأتينا؟ فقال: ما جاءني إلا السلامة وأنتم شركائي وشهود المؤمنين، فأشيروا علي. قالوا: نشير عليك أن تبعث رجالاً ممن تثق بهم إلى الأمصار حتى يرجعوا إليك بأخبارهم. فدعا محمد بن مسلمة فأرسله إلى الكوفة، وأرسل أسامة بن زيد إلى البصرة، وأرسل عمار بن ياسر إلى مصر، وأرسل عبد الله بن عمر إلى الشام، وفرق رجالاً سواهم، فرجعوا جميعاً قبل عمار فقالوا: ما أنكرنا شيئاً أيها الناس ولا أنكره أعلام المسلمين ولا عوامهم. وتأخر عمار حتى ظنوا أنه قد اغتيل، فوصل كتاب من عبد الله بن أبي سرح يذكر أن عماراً قد استماله قومٌ بمصر وانقطعوا إليه، منهم: عبد الله بن السوداء، وخالد بن ملجم، وسودان بن حمران، وكنانة بن بشر) إلا أن عمار بن ياسر رضي الله عنه قد انتبه وندم على ذلك وعاد للمدينة قبل بداية الأحداث.

عقيدة ابن سبأ الذي رسخها عند أتباعه:
1-    القول بعقيدة الرجعة: وهي من الثوابت عند الشيعة وأصلها في المجوسية.
وقد وُجدت في اليهودية افتراءً على الله تعالى فاليهود يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله وقال لهم ابنُ سبأ: إذا كان عيسى بن مريم سيرجع فكيف لا يرجع محمد صلى الله عليه وسلم فمحمد صلى الله عليه وسلم سيرجع وتمادى الشيعة في الأمر  ثم تجرؤا وقالوا ليس محمدًا فحسب بل علي بن أبي طالب وغيره !!!!.
وقد سأله البعض عن الدليل على رجعة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فقال: يقول الله تعالى: [إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ القُرْآَنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ] {القصص:85}. وقال إن هذا المعاد في الدنيا، فخدع به بعض الجهال.

2-    عقيدة الوصاية: قال ابن سبأ إن أمر النبوة منذ آدم حتى محمد صلى الله عليه وسلم
بالوصاية أي أن كل نبي يوصي للنبي الذي بعده- وهذا تخريف منه وتحريف- وكان هناك ألف نبي وكل منهم أوصى لمن بعده فهل يأتي محمد صلى الله عليه وسلم وهو خاتم الأنبياء ولا يوصي بالأمر من بعده لأحد ؟؟ ثم بدأ في البحث عن رجل إذا تكلم عنه أمام الناس يخجل الناس أن يردوا كلامه، فقال:إن محمدا صلى الله عليه وسلم أوصى بالأمر لـ (علي) وقد علمت ذلك منه، ووضع حديثا في ذلك يقول- افتراءا على الرسول صلى الله عليه وسلم-: (أنا خاتم الأنبياء وعلي خاتم الأوصياء أو الأولياء.)وهو حديث موضوع كما قال الألباني.
وأضاف الشيعة بعد ذلك مجموعة من الأوصياء ومن هنا ظهرت عقيدة الوصاية.

ونستكمل في الحلقة القادمة إن شاء الله


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق