الاثنين، 11 فبراير 2013

الحلقة الأولى،، مقدمة هامة



سلسلة (استخراج الحق من بحور البهتان فيما يقال عن الثورة على عثمان)
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة

الحلقة الأولى
مقدمة هامة

إن من العقائد والأصول المقررة في الإسلام حب الصحابة من المهاجرين والأنصار والذين اتبعوهم بإحسان واعتقاد فضيلتهم و صدقهم والترحم عليهم أولهم وآخرهم وصيانة أعراضهم وحُرُماتهم .
ومن أصول أهل السنة والجماعة سلامة قلوبهم وألسنتهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كما وصفهم الله به في قوله تعالى: و َالَّذِينَ جَاءُو مِنْ بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَ لِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَ لا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُو رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ[7]. (سورة الحشر ) و يقبلون ما جاء به الكتاب والسنة والإجماع من فضائلهم ومراتبهم.
والثابت المتواتر قطعاً أن أفضل هذه الأمة بعد نبيها محمد صلى الله عليه وسلم هم على الترتيب: أبو بكر الصديق رضي الله عنه ثم عمر بن الخطاب رضي الله عنه ثم عثمان بن عفان رضي الله عنه  ثم علي بن أبي طالب رضي الله عنه . هذا محل إجماع
وقد ثبت في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم:  ( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ. ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ. ثُمَّ يَغْزُو فِئَامٌ مِنْ النَّاسِ، فَيُقَالُ لَهُمْ هَلْ فِيكُمْ مَنْ رَأَى مَنْ صَحِبَ مَنْ صَحِبَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  فَيَقُولُونَ نَعَمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ) (6630– باب فضائل الصحابة )
والوقوع في عرض أحد الصحابة جريمة في شرع الله ولاسيما إن كان مثل عثمان بن عفان رضي الله عنه .  فقد روى البخاري في صحيحه : عن أنسٍ رضي الله عنه قال : صعد النبي صلى الله عليه وسلم أُحدا ومعه أبو بكر وعمر وعثمان فرجف فقال: (اسكن أُحد - أظنه ضربه برجله - فليس عليك إلا نبي وصديق وشهيدان ).
وما ثبت في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال : كنت مع رسول الله ، صلى الله عليه وسلم في حائط فأمرني بحفظ الباب فجاء رجل يستأذن فقلت: من هذا؟ قال : أبو بكر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ائذن له وبشره بالجنة ) . ثم جاء عمر فقال : ( ائذن له وبشره بالجنة ) . ثم جاء عثمان فقال : ( ائذن له وبشره بالجنة على بلوى تصيبه ) . فدخل وهو يقول : اللهم صبرا . وفي رواية : الله المستعان، وعن عائشة رضي الله عنها (أرسلَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ إلى عثمانَ بنِ عفَّانَ فأقبلَ عليهِ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ فلمَّا رأينا رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وعلى آلِهِ وسلَّمَ أقبلتْ إحدانا على الأخرى فَكانَ من آخرِ كلامٍ كلَّمَه أن ضربَ مَنكِبَه وقالَ يا عثمانُ إنَّ اللَّهَ عزَّ وجلَّ عسى أن يُلبِسَك قميصًا فإن أرادَك المنافقونَ على خلعِه فلا تخلعْهُ حتَّى تلقاني يا عثمانُ إنَّ اللَّهَ عسى أن يُلبسَكَ قميصًا فإن أرادَك المنافقونَ على خلعِهِ فلا تخلعْهُ حتَّى تلقاني ثلاثًا ) صحيح على شرط مسلم ، وفي هذه الأحاديث نبوءة من النبي صلى الله عليه وسلم لما سيحدث لعثمان رضي الله عنه وأن خاتمته الشهادة وأن عليه عدم التنازل للمنافقين وهو ما فعله رضي الله عنه لاحقا كما سنرى، وقد قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم بعد تجهيزه لجيش العسرة (ما ضرَّ عثمانَ ما عمل بعد اليومِ ) رواه الترمذي وحسنه الألباني.

وأورد ابن كثير في (البداية والنهاية جـ7) شهادةً للتاريخ من أحد التابعين المعاصرين لفترة خلافة عثمان فيقول: [أدركت عثمان على ما نقموا عليه ـ قلّما يأتي على الناس يوم إلا وهم يقتسمون خيرًا ـ يُقال لهم: يا معشر المسلمين اغدوا على أعطياتكم،فيأخذونها وافرة ثم يقال لهم: اغدوا على أرزاقكم. فيأخذونها وافرة ثم يقال لهم: اغدوا على السمن والعسل،فالأعطيات جارية والأرزاق دارّة والعدو متّقى وذات البين حسن والخير كثير وما من مؤمن يخاف مؤمنًا ومن لقيه فهو أخوه.
وكانت خلافة أمير المؤمنين عثمان بن عفان من عام 24 هـ إلى عام 35 هـ وكانت مليئة بالفتوحات والأحداث العظام منها استكماله فتح بلاد فارس وفتحت قبرص وأعاد فتح اصطخر وفتحت نيسابور وخرسان وقوص وأجزاء من السودان وأجزاء من بيزنطة وتم جمع المسلمين على مصحف واحد .... وفي 34هـ بدأت أحداث الفتنة والخرق في الصف الإسلامي تحت دعاوى الثورة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر  وقد تولى كبر هذه الفتنة عبد الله بن سبأ اليهودي المجوسي وقد اتفقت المصادر السنية والشيعية على أن عبد الله بن سبأ يهودي من صنعاء باليمن .

من هو عبد الله بن سبأ؟ وكيف بدأ حركته ونشر فكره ومن سانده؟ ، بإذن الله في الحلقة المقبلة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق