الاثنين، 18 فبراير 2013

الحلقة السابعة،عزل أبي الدرداء وإنهاء نفي الحكم


استخراج الحق من بحور البهتان ، فيما يقال عن الثورة على عثمان
جمع وترتيب
الشيخ أحمد جمعة
الحلقة السابعة
مطالب ثوريـة باطلـة (4)
عزل أبي الدرداء وإنهاء نفي الحكم
6-  زعموا أن عثمان رضي الله عنه نفى أبا الدرداء من الشام.
لقد كان أبو الدرداء قاضيا على الشام وكان شديدا في الحق لدرجة أن البعض شبه شدته في الحق بشدة عمر بن الخطاب رضي الله عنه وكان رضي الله عنه لا يتسامح مع أحد أبدا في حق الله تعالى وكان يخاطب أهل الشام بشيء من الشدة فكره الناس ذلك وكان معاوية رضي الله عنه وهو والي الشام شديد اللين والحلم فلم ينه أبا الدراء عن هذا الأمر فقد كان أبا الدرداء رضي الله عنه من كبار أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان معاوية يعرف فضله وقدره ومادام لا يخرج عن الحق فما وجه الإعتراض عليه ..... ولكن كثرت الشكاوى إلى عثمان رضي الله عنه من شدة أبي الدرداء رضي الله عنه فأرسل لأبي الدرداء وتحدث معه في هذا الأمر واجتهد عثمان رضي الله عنه في عزل أبي الدرداء عن قضاء الشام فترك أبو الدرداء رضي الله عنه الشام بإرادته واختار المدينة ليعيش فيها بجوار عثمان رضي الله عنه ، بجوار من يقولون أنه آذاه!. وبهذا انتهى الأمر ولكن للباطل رأيٌ آخر فأهل الباطل يحشدون بقدر ما يستطيعون ما يدعم رأيهم وفعلهم فهم يريدون أن يثيروا الناس على عثمان رضي الله عنه فيطعنون في ولاة عثمان رضي الله عنه وينتقصونهم ويلصقون بهم العيوب وإذا كان بعضا من هؤلاء الولاة من رموز الصحابة واجتهدوا أن يظهروا الخلافات البسيطة والعابرة بينهم وبين عثمان رضي الله عنه كعبد الله بن مسعود وعمار بن ياسر وأبو الدرداء وأبو ذر الغفاري وهكذا على أنها ظلم من عثمان، حتى إذا هبوا وحشدوا الناس وذهبوا يريدون عزله وثاروا عليه كانت الأمة متقبلة إلى حد ما هذا الأمر العظيم الجلل الذي لم يحدث من قبل.
 
7- عثمان رضي الله عنه - رد الحكم بن أبي العاص بعد أن نفاه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذه الرواية تقول : إن الرسول صلى الله عليه وسلم طرد الحكم بن العاص وابنه مروان من المدينة فلم يزل طريدا في زمن أبي بكر وعمر فلما ولي عثمان آواه ورده إلى المدينة.أولا: هذه الرواية موجودة في كتب الشيعة فقط ولم ترد في أي كتاب من كتب السنة إلا مرسلة ( والحديث المرسل هو الذي رفعه التابعي إلى الرسول مباشرة من غير ذكر للصحابي) و( الحديث المرسل ضعيف لا يحتج به ) ولم يصحح هذه الرواية أحد من أهل العلم .ثم إن الحكم بن العاص من مسلمي الفتح فقد أسلم رضي الله عنه سنة 8 هـ ومسلمي الفتح يسمون في التاريخ الطلقاء وكانوا ألفين فقد كان رضي الله عنه يعيش في مكة لا في المدينة فكيف يطرده النبي صلى الله عليه وسلم من المدينة وهو يعيش في مكة؟ وربما يقول البعض: إنه قد يكون هاجر من مكة إلى المدينة بعد الفتح. فيرد البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم( لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ، وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ، وَإِذَا اسْتَنْفَرْتُمْ فَانْفِرُوا).ولقد جاء صفوان بن أمية وهو من مسلمي الفتح إلى المدينة واستقبله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخبره صفوان أنه جاء مهاجرا فرده إلى مكة وقال له:( لَا هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ.)
 
وقال بعض  العلماء: إن الحكم ذهب إلى في الطائف باختياره، وليس نفيا وهذا الأقرب إلى الصواب لأنه عاش فترة في الطائف في أواخر عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.وإذا قدرنا عمر مروان بن الحكم في سنة 8 هـ عام الفتح وجدنا أن عمره سبع سنوات فلو أن النبي صلى الله عليه وسلم نفاه في آخر يوم من حياته فلن يتجاوز عمره عشر سنوات على الأكثر ومن المستحيل أن ينفي الرسول صلى الله عليه وسلم غير مكلف .واعلم أنه ليس هناك ذنب في الشريعة الإسلامية يستوجب النفي الدائم فالنفي يكون إما فترة يتمها المنفي ويعود وإما يترك حتى يتوب من ذنبه فإذا تاب ورأى الحاكم صدق توبته عاد فلو كان الحكم منفيا وأعاده عثمان رضي الله عنه فليس في ذلك ضرر.
 وتعالوا نناقش رواية الشيعة الباطلة من باب مجاراة الخصم
 فلو سلمنا جدلا أنه كان منفيا في عهد أبي بكر وعمر رضي الله عنهما ولم يرداه فربما لأن توبته لم تظهر بعد أو قد تكون مدة النفي غير كافية في عهدهما لكنها كفت في عهد عثمان رضي الله عنه أو أن الحكم بن العاص لم يطلب أن يعود إلى المدينة من أبي بكر أو عمر رضي الله عنهما لكنه طلب ذلك من عثمان رضي الله عنه.فإن قيل: إن نفي الحكم بن أبي العاص كان نفيا دائما استحال على الظن أن يعيده عثمان بن عفان رضي الله عنه وذلك لأن عثمان رضي الله عنه أشد ورعا من أن يقطع أمرا لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهل يعقل أن يسكت جميع الصحابة على هذا الأمر ؟ فإذا قيل: لِمَ يشفع عثمان رضي الله عنه في رجل قد ارتكب ذنبا؟فيجيب البخاري أيضاً بما يرويه عن عروة عن أسماء قالت:قدمت أمي وهي مشركة في عهد قريش، ومدتهم إذ عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم مع ابنها فاستفتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: إن أمي قدمت، وهي راغبة، أفأصلها؟قال: نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ.فإذا كان يجوز للمسلم أن يصل رحمه الكافر أفلا يجوز له أن يصل رحمه المسلم؟ويقول عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:كنا لا نعدل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بأبي بكر، وعمر، وعثمان أحدا، وبعدهم لا نفاضل بين الصحابة.فينبغي علينا ألا ننسى أن يكون أمر الصحابة عندنا منـزه تماما وأنه ما كان لأحد من عموم الصحابة أن يكون في نيته أي سوء للمسلمين فضلا عن أن يكون عثمان بن عفان رضي الله عنه.بل إن الشيعة يصفون عثمان رضي الله عنه ليس بالخيانة أو النفاق بل بالكفر صراحة دون أي نوع من المواربة ومثله أبو بكر وعمر أيضا فأني يؤفكون.
ونستأنف في الحلقات المقبلة إن شاء الله

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق