الجمعة، 15 أبريل 2011

الثورة ،، والكذب الحلال


الثورة ،، والكذب الحلال
معتـز عبد الرحمن


    لقد لعب الإعلام دورا خطيرا في خلال ثورة يناير ، فلا ينكر أحد دور قناة الجزيرة – على ما شابه من شوائب – في استمرارية الثورة وتأجيجها بإذاعة فيديوهات الاشتباكات بين الأمن المركزي والمتظاهرين ، واستضافتها للثوار ونقلها لأحداث التحرير أولا بأول ، كما لا ينكر أحد دور الإعلام المصري الرسمي وجزء كبير من الإعلام الخاص سواء كان مرئيا أو مقروئا في تشويه الثورة وتعطيل مسيرتها ، الشيء الذي أدى لظهور قوائم العار بعد نجاح الثورة والتي شملت الكثير من الكتاب والإعلاميين الكذابين ، بل ولم تهدأ ثائرة الثوار حتى تم تغيير قيادات كل الصحف والمجلات القومية ، تلك القيادات التي كذبت كثيرا على قرائها على مدى تاريخها وليس فقط خلال الثورة.
   في عدد يوم الخميس 7 إبريل وفي صفحتها الأولى نشرت روز اليوسف خبرا تحت عنوان "وجدي غنيم يحرض على الأقباط والكنائس" ملخص الخبر أن الداعية وجدي غنيم أعتلى منبر أحد المساجد في القليوبية يوم الثلاثاء وظل على المنبر ثلاث ساعات متواصلة يحرض على الأقباط والكنائس ، للوهلة الأولى قد تظن أن مشكلة الخبر في أن أهل القليوبية قرروا أن يقيموا صلاة الجمعة يوم الثلاثاء ، ولكن المشكلة الحقيقية أن وجدي غنيم منفي من مصر منذ حوالي عشر سنوات ولم يعد إليها مطلقا من بعد قرار نفيه حتى أنه لم يستطع حضور جنازة والدته ، روز اليوسف – ذات الإدارة الجديدة التي أتت بها الثورة – لا تزال تكذب وتستغفل قراءها ، روز اليوسف لا تزال تكذب ولا يحاسبها أحد ، كما حدث بالضبط في عامة الصحف القومية والخاصة من نشر أخبار كاذبة عن قطع السلفيين أذن مواطن مسيحي في قنا كنوع من إقامة الحد عليه لامتلاكه شققا مشبوهة – وهو الحد اللي مسمعش عنه حد – ورغم أن الشيخ محمد خليل رئيس لجنة المصالحة نفى ذلك تماما وبين أن الاحتكاك كان بين عامة أهل القرية مسلمين ومسيحيين من جهة وهذا المواطن من جهة وأن أذنه قطعت أثناء الاشتباك بالأسلحة البيضاء ، إلا أنه لم يلم أحد الكذابين الذي اختلقوا الخبر ، وفي نفس الشأن عندما برأت النيابة "البعبع الجديد" من هدم الأضرحة في القليوبية وبرأتهم الطرق الصوفية نفسها من هدم الأضرحة في المنوفية لم نسمع كلمة لوم واحدة لكتاب هذه الأخبار ، ولم نسمع عن حملات مقاطعة للكذابين كما حدث مع الأهرام قبل تغيير قياداتها ، بل ولم نقرأ اعتذار ممن يسمون بـ"النخبة" والذين يتلقبون بالخبراء والباحثين والذين يتكلمون الآن بصفتهم الثورية  بعدما أمطرونا بسيول من المقالات والتصريحات والحلقات معتمدين على هذه الأخبار التي لم يكن ليفوت على من هم في مكانتهم وثقافتهم أنها كاذبة وملفقة ، ماذا سيحدث لو كانت هذه الأخبار كتبت في حق معتصمي التحرير قبل شهرين ؟؟ هل كانت ستمر ؟؟ هل الكذب في حق معتصمي التحرير والثورة حرام وفي حق طائفة أخرى من أبناء الشعب المصري حلال ؟؟ هل كل ما اكتسبناه من الثورة هو تغيير لقب البطة البيضاء للثورة والثوار بدلا من الحزب الوطني؟؟ مع الاحتفاظ بلقب البطة السوداء لكل من اعتقد يوما أن الإسلام أكبر من أن يختزل في الصلاة والصيام والحج؟؟ هل هذه هي العدالة الاجتماعية التي نادت بها الثورة ؟؟
إن خيانة مباديء الثورة والكيل بمكيالين في تطبيقها أخطر عليها من الثورة المضادة بمراحل ، فأفيقوا أيها الناس واتقوا الله في أقلامكم وقنواتكم وأخباركم ونقلكم ، واتقوا الله في أبناء شعبكم ، فالثورة لم تأت لتستبدل ظالمين بظالمين ، والثورة لم تأت لتدافع عن بعض فئات الشعب وتتخلى عن آخرين ،، والسؤال الأخير لكافة الشعب المصري ،، هل ستظل تصدق كل ما تكتبه الصحف وتذيعه برامج التوك شو دون تحقق وتعقل ؟؟  هل ستظل تصدق من كذبوا عليك سنين ؟؟ هل ستعيش مخدوعا أبد الآبدين؟؟ الإجابة لك ، ولكن صدقني أنت شعب أكبر وأوعى وأذكى من ذلك.

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق