الجمعة، 17 أبريل 2015

نقطة نظام.. تعريفات متأخرة


هذه الحلقة بناء على طلب المتابعين ، وتأخرها في الترتيب خطأ مني ولا شك إذ دخلت في الحديث عن شروط الحديث الصحيح دون المرور على بعض التعريفات الهامة.
.
الإسناد: هو سلسلة الرجال الموصلة للمتن ، أخبرني معتز قال حدثني مصطفى قال سمعت حسام يقول أن إبراهيم قال ( غدا أجازة رسمية) ، كل ما قبل القوس هو الإسناد ، ذكر نقلة الكلام ووسيلة نقله (أخبرني - حدثني - سمعت ... إلخ)
.
المتن: ما ينتهي إليه السند من كلام. ، الكلام الذي سيقوله إبراهيم في النهاية هو المتن (غدا أجازة رسمية).
علم المصطلح: علم بأصول وقواعد يعرف بها أحوال السند والمتن من حيث القبول والرد.
إذن فهذه القواعد التي ذكرناها في الأصل يمكن تطبيقها على أي سند وأي متن، ولكن بالطبع هي لا تطبق بهذه الصرامة إلا على السنة النبوية لتعلقها بالتشريع فهي مصدره الثاني ، ولكنها إذا طبقت على كل نصوص التاريخ في الدنيا فقد لا يصح منها شيء مطلقا، في ميزان علم الحديث، ناهيك عن تطبيقها على النصوص المقدسة في الملل الأخرى التي نقلت بأسانيد مليئة بالمجاهيل والانقطاع والشذوذ والعلل الظاهرة القادحة ومع ذلك تجد بعض المنتسبين للإسلام يظهرون لها من اليقين والتبجيل والثقة أضعاف ما يظهرون لنصوصهم الشرعية الثابتة بحجة أن نصوصنا الشرعية لم تنقل بأسلوب علمي!! وكأن الأخرى نقلت فيديو على الهواء مباشرة مثلا!! إنه الهوى والهزيمة النفسية والعياذ بالله.
.
ما هو الحديث المتواتر؟
شروط الحديث المتواتر أن:
1- يرويه عدد كثير في كل طبقة يستحيل تواطؤهم على الكذب ،
- عدد كثير فمثلا يروي الحديث عشرون صحابيا ويرويه عنه عشرون أو ثلاثون تابعيا (الجيل التالي  للصحابة) ثم يرويه عن التابعين أربعون من تابعي التابعين وهكذا .
- يستحيل تواطؤهم على الكذب: أي أن طبيعة حياة وسيرة وسكن الثلاثين تابعيا يستحيل معها أن يكون جلسوا معا واتفقوا على اختلاق الحديث مثلا أو تغيير شيء فيه ، فهذا في بلد وذاك في بلد ، والثالث مات ولم يلق الرابع والخامس والسادس في حياته كلها ،  وهذا سمع من شيخ (صحابي) لم يلقاه الآخر وهكذا وما إلى ذلك من الدلائل المنطقية على استحالة تواطؤهم على الكذب، وذلك في كل طبقة من الطبقات التالية.
2- ألا يقل العدد في طبقة عن الطبقة التي تليها ، فلا يرويه مثلا عشرين صحابي ثم ينقله عنه عشرة من التابعين ثم خمسة من تابعي التابعين ، العدد يزداد مع كل طبقة أو على الأقل يثبت.
3- أن يكون منتهى كلامهم الحس ، أي يكون كل منهم سمع بنفسه أو شاهد بنفسه.
.
ما هو حديث الآحاد؟
هو أي حديث لم يحقق شروط المتواتر ، فليس معنى الآحاد أن يكون رواه واحد فقط كما يعتقد البعض ، فقد يروي الحديث عشرة في الطبقة ولكنه آحاد لعدم تحقق الشرط الثاني مثلا ، وما إلى ذلك، وحديث الآحاد هو ما يتعلق به أكثر عمل المحدثين وشروط الحديث الصحيح الشديدة التي ذكرناها ، فعدم تحقق التواتر يزيد أهمية الحرص واليقظة في تحقيق الحديث.
.
فإذن ففرق بين أن أقول حديث صحيح وحديث حسن وحديث ضعيف ، وبين أن أقول حديث متواتر وحديث آحاد ، فهذا تقسيم وذاك تقسيم آخر ، الأول تقسيم من حيث القبول والرد ، فالصحيح والحسن (والصحيح لغيره والحسن لغيره) مقبولون ، والحديث الضعيف (بأنواعه) حديث مردود ، أما الحديث المتواتر والحديث الآحاد فتقسيم من حيث طريقة وصوله إلينا ، فالمتواتر دائما صحيح طالما حقق الشروط ، وأما الآحاد فيخضع للنقد والبحث وتطبيق شروط الحديث الصحيح التي ذكرناها من قبل.. والله المستعان
.

* لا تنسى قراءة الحلقات السابقة من السلسلة فهي مترابطة.
* مصادر للاستزادة
1- الباعث الحثيث في شرح اختصار علوم الحديث. للإمام ابن كثير وشرح الشيخ أحمد شاكر.
2- تيسير مصطلح الحديث للدكتور محمود الطحان
3-نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر. للإمام ابن حجر العسقلاني ، بتحقيق وتعليق أ.د عبد الله بن ضيف الله الرحيلي.
4- الرسالة للإمام الشافعي ، تعليق وتحقيق الشيخ أحمد شاكر.
5- المنهج النقدي عند المحدثين وعلاقته بالمناهج النقدية التاريخية، عبد الرحمن بن نويفع فالح السلمي.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق