الأحد، 5 أبريل 2015

على هامش كتاب من مكة إلى لاس فيجاس

على هامش كتاب
من مكة إلى لاس فيجاس
--------
ربما لو لم أكن قد زرت مكة والمدينة مرارا ولله الحمد ، وربما لو لم أكن أفكر في أشياء كثيرة وفي هموم كثيرة يوحي بها اسم الكتاب ما قررت اقتناءه فور سماعي به ، وما أقتنيته فورا عندما رأيته.
أنهيت الكتاب في سويعات معدودة ، لأخرج منه برغبة عارمة في الكتابة تحت عدة عناوين.
----
الأول: الحج السياحي... الفاخر
فكل رحلات الحج غير التابعة لقرعة الحكومة في مصر تسمى حجا سياحيا .. ولكنها درجات متفاوتة للغاية ، لو سلمت لقلمي في هذه النقطة فلن أنتهي وليس هذا مقامه ، فأنا شاهد على هذا الحج من الداخل إذ رزقني الله الحج والحمد لله منذ عامين ، والأمثلة والنقاط عندي عديدة ومتنوعة ومتشعبة ، ولكني فقط أريد أن أشير إلى الجانب الذي قد يكون متعلقا بالكتاب وهو مسألة مدى تناسب الرفاهية مع نسك الحج وأهدافه الشرعية ، إنني أريد أن أفرق بين التماس شيء من الراحة والسلاسة في أداء المناسك وبين الإفراط فيها إلى حد التجاوز ، أو بصيغة أخرى ، فالتماس روح الحج وثوابه لا يعني الضرورة تكلف المشقة وتعمدها ، وأحسب أن الحرص على التماس قدر من الراحة في أمور قد تشغل المشقة الحاج فيها بشكل كبير عن نسكه قد يكون مندوبا إن أحسن الحاج فيه النية ، وهذه النوع لن يتعدى الاهتمام بأن تكون الشركة مهتمة بالنظام ودقة المواعيد وتوفير حفظ الحقائب الثقيلة أثناء فترة الابتعاد عن مكة حتى لا تطحن عاتق الحاج في كل انتقالاته دون داع ، وتوفير الطعام (أي طعام)  ودورات المياه (المعقولة) في المخيمات لتخفيف العبء النفسي والجسدي على الحاج في هذه الأساسيات بشكل يجعله أكثر تركيزا وتأملا في مناسكه... فقط
لكن بالطبع هذه الأشياء ليست هي المعنية عادة بالحج السياحي .. الفاخر ، وقدرا وأنا اقرأ الكتاب وقع أمامي  إعلانا مرئيا لشركة حج كبرى ، لم يكن مفاجئا لي ما عرض به من وسائل الراحة والرفاهية والطعام الشهي فأنا كنت في نفس مخيمهم (نفس المطوف) وإن كانت تكلفة شركتي تقريبا قد تقترب من نصف تكلفتهم ، وكون المطوف واحدا يجعل الفرق في الراحة مقصورا داخل الخيم المعدة للنوم في كماليات الطعام وما شابه ولكن سائر الخدمات المشتركة متقاربة جدا أو واحدة تقريبا كدورات المياه وشمسيات مخيم عرفة وكراسيه المريحة .. باستفزاز .. لم يفاجئني ما وجد في الإعلان من حيث كونه موجودا ولكن فاجأني من حيث كونه مطروحا في الإعلان كأحد أهم عناصر الجذب للرحلة ، شيخ مشهور يعظ ويبكي ثم مشاهد البوفيه المفتوح ، شيخ آخر يعظ ويبكي ثم مشاهد الحلوى والكماليات ، وهكذا ، ومنذ فترة وقع أمامي أيضا إعلان عمرة لشركة كبرى أيضا علمت منه لأول مرة أن هناك فرق كبير في السعر ليس بين الغرفة المطلة على الحرم وغير المطلة وحسب ، بل بين الحجرة المطلة على الحرم والغرفة المطلة على الكعبة ، فليست كل غرفة مطلة على الحرم ترى الكعبة ، سعرهما مختلف عن بعضهما وبالطبع عن تلك التي لا تطل على الحرم، وغير ذلك ، فالكلام على هذه النقطة نحتاج دوما أن يكون بحرص ، فإن كانت البلوى عامة في كون الحج السياحي الفاخر لا يخاطب تلك الاحتياجات والراحة المستحبة التي ذكرتها ، ولكن تعميم الرفض لأي تفكير في وسائل التيسير قد لا يكون جيدا أيضا ، وربما يكون فيه شيء من التكلف والتشديد ، قابلت بعض أهله.
ورغم ما فات فاعلم أن أخطر ما في الحج السياحي الفاخر ليس كل تلك المظاهر الترفيهية المبالغ فيها التي تحول الحج لرحلة سياحية ترفيهية محضة إلى الحد أنه عندما يضطر بعض الحجاج لأسباب خارجة عن الشركة (الزحام وإغلاق الشوارع .. إلخ) أن يسيروا على أقدامهم ولو نصف كيلو - وهو رقم تافه جدا في رحلة كرحلة الحج - وبدون حقائب  يلعنون الشركة ومسئوليها ويذكرونهم أنهم (دافعين فلوس) ، إنما أخطر ما في الحج السياحي الفاخر هو الفتاوى السياحية الفاخرة ، اهتم الكاتب بالفتاوى التي تساعد على تدمير تراث مكة - وهذا سأناقشه لاحقا - فتذكرت تلك الفتاوى التي هي في الحقيقة المقابل الحقيقي للثمن المدفوع ، فالحج به حد أدنى من المشقة لن تلغيها كل مظاهر الترفيه ، ولكن الفتاوى وحدها هي القادرة على خفض مستوى هذا الحد الأدنى إلى أدنى المستويات ، وهي منتشرة جدا في الشركات السياحية الكبرى ، ولا تظن أنها مقصورة على الشيوخ المعروفين بالتساهل ، بل حتى من تعرف عنهم الصرامة والالتزام الشديد بالسنة ، تجدهم هناك أناسا آخرين ، فصاحب الفتوى الحقيقي هو صاحب المال والذي دعا هذا الشيخ دعوة مجانية لهذا الحج الفاخر ، كمجرد اسم جاذب للحجاج ، ولا ينبغي على الشيخ أن ينسى أو يتجاوز هذا الدور ، إلا ما رحم ربي، ولا داعي لذكر أسماء ، فأحد الخدمات المقابلة للمبلغ السخي هو ثلة من الرخص في غير موضعها مختومة بالموافقة الشفهية للشيخ المشهور ، الذي أحيانا يبيح الرخصة للفوج دون أداء دوره في مساعدة العوام لتمييز أحوالهم من يستحق الرخصة ومن لا يستحق ، ثم ينفرد عنهم بالأخذ بالعزيمة.. هيهات
----
الثاني: هل تعلمين يا أمي؟ لو خدروني في مول أبراج مكة أو مول أبراج البيت أو مول سيتي ستارز أو مول سان ستيفانو أو أي مول آخر في العالم العربي - وربما الغربي لأني لم أشهده - ثم استيقظت في مول آخر ، لن أنتبه أنني قد نقلت من مكاني فضلا عن أن أكون نقلت من المول فضلا عن أن أكون نقلت من البلد.
عبارة قلتها كثيرا لوالدتي وغيرها في العمرة وفي مصر ، وهذا ما أفرد له الكاتب الكثير والكثير ، وهو ما يستحق الملاحظة والغضب ، لا أعلم لاس فيجاس ولا أفهم في العمارة ولا أعلم تاريخ مكة العمراني وآثارها ، لكنني لا أحتاج كل هذا لأدرك منذ الزيارة الأولى هذه الغربة التي تنتابك فور الخروج من الحرم عندما تدخل مولا من المولات لتشتري طعاما أو حاجية من الحاجيات لتنسى تقريبا أين أنت ولماذا جئت ، ولولا محلات التمور وبعض المحرمين لربما نسيت تماما، إن الأنس الذي تشعر به وأنت تدخل مكة متأملا في بيوتها البسيطة ذات الدور الواحد والدورين يختفي في الدائرة المحيطة بالحرم ، ليبقى الشعور بالتغرب ويبقى سؤالا آخر ، لماذا لا يطال العمران والخدمات الرائعة أهل مكة البعيدين عن الحرم ، إن انتقل هذا العمران الفاخر بعيدا عن الحرم وظل محيط الحرم بسيطا متواضعا فهو جميل منطقي ، وإن عم هذا العمران الفاخر مكة كلها البعيد منها والقريب فهو منطقي كمدينة في بلد ثري وإن اختلفنا معه في الحفاظ على هوية مكة الإسلامية والعربية ، أما اختصاص محيط الحرم وإهمال سائر مكة فهو للأسف يؤيد الكثير من كلام الكاتب في كون الأمر تجاريا رأسماليا من الدرجة الأولى..
----
الثالث: كان لي منشور لا رغبة عندي في إعادته عن فتنة انتشار التصوير في الحرمين أثناء المناسك وتعارضها مع روح الحج والعمرة والعبادة، ولكن أقول لا يقف الزائر ظهره للكعبة وعينه على الساعة وهو يلتقط الصور وحسب ، بل أصبحت نسبة كبيرة من الصور تلتقط مع الساعة نفسها والأبراج والتوسعات لا الحرمين وإن إحتاج المصور للنوم على الأرض كي تدرك عدسته الساعة الشاهقة.
----
الرابع: أسئلة لا أجابة لها
ورغم أن كل ما فات يبدي أنني مؤيد للكاتب مطلقا ، ولكن أظن أنني لا أستطيع الوصول لهذه الدرجة بعد.
عندما أفكر في قضية كالتي يناقشها الكتاب أحب أن أخرج من الواقع الذي أدرك أبعاده لحد كبير وأدرك نوايا القائمين على تشكيله أيضا إلى حد كبير إن لم يكن إلى حد اليقين من وفرة الدلائل والشواهد ، لأنظر نظرة مجردة عبر طرح أسئلة مثالية..
إن الكاتب يقول أن زيادة الطاقة الاستيعابية للحرمين ومحيطهما حجة من حجج آل سعود وكبار المستثمرين (كمجموعة بن لادن) لتمرير المشاريع الرأسمالية المربحة ليس أكثر ، وهذا واضح من الأسلوب الذي يتم التعامل به مع قضية التوسعات وبناء الأبراج ، بل ومن خلال العبارات الصريحة المذكورة في كتيباتهم الدعائية و التي استشهد الكاتب بها مرارا  بشكل لا يدع مجالا للشك أن زيادة الطاقة الاستيعابية على حساب قداسة وهوية المدينة أهدافه استثمارية محضة وليس خدمة للحجاج والمعتمرين ويوصي الكاتب في نهاية الكتاب بهدم تلك الاعتداءات لننقذ شيئا من هوية المدينة الآخذ في الاختفاء ، هذا أفهمه بشدة في شأن الأبراج والفنادق التي ستزيد الطاقة الاستيعابية للأثرياء دون غيرهم وليس لزوار بيت الله الحرام في المجمل ، لكن ماذا لو أردنا التوسع في بناء مساكن متواضعة عادية لاستيعاب عدد أكبر من الحجاج والمعتمرين من الفقراء والبسطاء ، وماذا عن الاحتياج لتوسعة المصلى ، وماذا عن الاحتياج لتيسير انتقال الحافلات ووسائل المواصلات المختلفة الكثيرة جدا وقت الحج خاصة ، كيف سيتم ذلك أيضا دون احتياج للتوسع في البناء وتسوية شيء من الجبال والتلال وحفر الأنفاق وهي أشياء عدها الكاتب كلها من وسائل طمس هوية مكة وتدميرها وليس فقط بناء الأبراج وهدم المنشآت الأثرية ، التي لا أدري أيضا هل من الممكن - إذا ضاقت السبل- أن نضحي بتوسعة ضرورية لا رأسمالية إذا كان الثمن هو هدم مبنى او مبنيين من آثار الخلافة العثمانية أو غيرها ؟ هل علينا رغم الزيادة المطردة في أعداد المسلمين في العالم أن نبقي الحد الأقصى للحجاج ثابتا مع مرور العقود والقرون من أجل الحفاظ على كل شيء حتى الجبال والهضاب وقلعة ومبان لم تكن هي نفسها موجودة قبل خمسة قرون من أصل أربعة عشر قرنا؟ سؤال أسأله بصدق وتجرد، ولا أستطيع إجابته لبعدي عن التخصصين .. العمارة والفقه.
إن إجابة هذه الأسئلة - إن كانت موجودة - لا يكفي أن تبقى محصورة في نقاشات وكتابات المعماريين والفقهاء المتخصصة ، بل ينبغي نشرها لتكون رأيا عاما ووعيا عند الجماهير، لا يكفي أن نستمر في الصراخ (انقذوا مكة انقذوا مكة) ، فحجة زيادة الطاقة الاستيعابية التي يطلقها النظام السعودي قوية عند العوام الذين يتمنون أن تصل سعة الحرم إلى نصف مليار حاج ليحجوا إليه عاما بعد عام إن استطاعوا ، وهؤلاء لا يكفيهم وربما لا يعنيهم ما هي أهداف آل سعود في من زيادة الطاقة الاستيعابية طالما أنها في النهاية .. ستزيد.. إذن فهناك فرق بين نقد أسلوب التوسعة ، وبين نقد فكرة التوسعة ، هذا الفارق يذوب عند الناس عندما لا توجد بدائل واضحة مفهومة للأسلوب المتبع حاليا يستوعبها غير المتخصصين ويكتشفون باستيعابهم لها زيف ما يطرح عليهم.
----
الخامس: عن الفتاوى
ضربت بنفسي مثالا عاليا في مسألة خدمة الفتوى لرأس المال ، وإن كان الشيخ المشهور يقبل للأسف أن يخدم بفتواه صاحب رأس مال ضئيل نسبيا كصاحب شركة سياحة فما بالنا بأصحاب هذه التريليونات التي تطرح في مشروعات التوسعة والأبراج ، لا سيما مع كونها ظاهرا خادمة للحرمين. ولكن ..
لا ينبغي أن يتم التسوية بين كل الفتاوى وإن كان مآلها واحد وهو تمرير المشروعات الحالية، ويمكن تمييز ذلك بسهولة من خلال الحيثيات ومن خلال التناقضات ، فمثلا لا يمكن أن يتم التسوية بين فتوى بأعمال هدم تمت في العشرينات من منطلق شرعي - تتفق أو تختلف معه ليست هذه القضية الآن - وبين فتوى بأعمال هدم الآن ، حتى لو أردت مهاجمة كلا الفتوتين فلا يمكن أن يتم ذلك في سياق واحد وبحيثيات واحدة ، وأنا هنا لا أخاطب الكاتب بالضرورة ولكن الجميع وأنا منهم ، فالكتاب ذكرني بالمسألة ليس أكثر ، وكذلك التعليقات عليه على موقع الـ goodreads، إن كانت الفتوى شرعية فعلا ولو في مذهب صاحبها فالتعامل معها يختلف عن الفتوى المفصلة بشكل كامل لأصحاب المصلحة ، وتبيين خطأها والتحريض ضد فكرتها لا يصح أن يستعمل فيه موضوع (لاس فيجاسية مكة) في كل الأحوال ، أما إن كان - عبر دلائل وكشف تناقضات موحية - الأمر مصلحي بحت فحينها مفهوم جدا أن يستعمل هذا الأمر في الرد والتبيين ، فلا ينبغي خلط الحابل بالنابل والفتوى ذات الأصل الشرعي المعتبر والمحترم بالفتوى المفصلة على المقاس، فلا يمكن التسوية بين فتاوى جاءت في توقيت ربما بلغ فيه تعظيم الأحجار والقبور حد الشرك فعلا ، وبين فتاوى انتقائية تستند لنفس المسألة في واقع مغاير.
----
السادس: القداسة وعصبية الجاهلية
إن كان العنصر الرئيسي جدا الذي يدور حوله الكتاب ويدور حوله أي طرح يناقش نفس الموضوع هو قداسة مكة في الإسلام ، وتسبب تلك التوسعات الرأسمالية في اختفاء الذوبان والمساواة بين المسلمين على اختلاف أجناسهم وبلدانهم ومستوياتهم المادية والتعليمية والتي هي من أهداف الحج الظاهرة، فإن العمل في هذا الإطار ينبغي أن يكون أمميا لا "وطنيا" ، لا أن تعتني تركيا بالآثار العثمانية في مكة باعتبار أنها من تراث تركيا ، وهو المثال المذكور في الكتاب ، ثم تعتني أي دولة أخرى لها آثار تمثل فترة من فترات تاريخها في مكة دون أن تهتم تركيا حينها مثلا وما إلى ذلك ، إن كان هناك شيء في مكة لا تستشعر الأمة كلها أو جلها أنه ملك لها جميعا وجزء من تراث الإسلام لا مجرد جزء من تراث عرق مسلم تولى السلطة في وقت ما فإنه لا ينبغي أن يعامل "بشكل مطلق" كجزء من قداسة مكة ومكانتها الإسلامية ، لقد لمحت تلك النقطة في بداية الحديث عن هدم قلعة أجياد التي للأسف لم أسمع بها من قبل فقد كانت زيارة مكة الأولى بعد هدمها بنحو عشر سنوات ، وأحزنتني صورتها الجميلة وتمنيت لو رأيتها ودخلتها ، لمحت تلك النقطة في البداية ثم استبشعت الأمر جدا عندما وصف وزير خارجية تركيا المحتج هدم القلعة  بأنه كهدم أصنام بوذا على أيدي طالبان!! إذا كانت تلك القلعة أو ذاك الأثر لا يهم سوى فئة واحدة من المسلمين هم الأتراك ، ثم أنها تمثل عند ممثلهم تماثيل بوذا التاريخية للعرق الأفغاني فإنه لا يمكن التعامل معها كالتعامل مع المسجد الحرام أو بئر زمزم أو حتى بيت السيدة خديجة أو موضع ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم، ومن يدري ، هل رأى أهل مكة منذ خمسة قرون أن بناء قلعة أجياد على التل المجاور للحرم اعتداء على الحرم مثلا وتغييرا لهويته؟ أقصد نحتاج لميزان الذهب حتى نفصل بين المقدس الحقيقي والأمر المتغير الذي قام في زمن ما للقيام بدور ما ، نحتاج ميزان الذهب لنزن هل مصلحة المسلمين الأكبر في استمراره أم استبداله ، في حالتنا الحالية تم استبداله بشيء فظيع اتفق مع الكاتب في كل ما قاله عنه تقريبا ، ولكن كما قلت سابقا ماذا لو أحتاج المعماري المسلم الحصيف الذي يعمل على الجمع بين مصلحة الحجيج وبين حفظ قداسة المكان إلى إزالة شيء كهذا؟ وهل يدخل في موازناته كون هذا الشيء يهم المسلمين عامة أو بعضهم خاصة؟ يمكن إضافة هذا السؤال للأسئلة التي لا أعرف إجاباتها عاليا .
----
السابع: الكتاب رائع
ومفيد على المستوى العام (التثقيف المعماري لغير المتخصصين) ، ومفيد في موضوعه الذي يستحق الإثارة والاهتمام جدا ، ينبغي - بشكل عام - إخراج البيت الحرام من كونه تابعا للنظام الحاكم أيا كان عثمانيا أو سعوديا (ربما لو حكم الأتراك ثانيا هدموا تراث آل سعود وشهدنا جدلا عكسيا) ، بل أنا أؤمن أن الإمامة والخطابة فيه ينبغي ألا تحكم بالجنسية السعودية ، ولكن بالطبع هذا أقرب للأحلام ، ولكن عموما ينبغي أن نعمل من أجل هذه الأممية ، وهذا الكتاب مفيد جدا في هذا الباب ، ويعطي للمسلمين في بقاع الأرض طرف خيط هام جدا للاهتمام ببقاعهم المقدسة والحرص عليها والاهتمام لا بأخبارها ولكن بتفاصيل أخبارها والتعبد إلى الله بحمل همها وحفظها من الغزو الفكري والثقافي قبل الغزو العسكري، وفي رأيي أن هذه المعركة يجب أن تشمل الحديث عن عمارة كل بلاد المسلمين وليس مكة والمدينة فقط ، ينبغي ان نخوض معركة الهوية في كل البلاد المسلمة فحفاظ الدول المسلمة على هويتها في كل شيء بما فيها العمارة بمثابة حصون تقف أمام انتهاك هوية الأراضي المقدسة ، أما أن يعيش المسلمين الاغتراب في كل بلدانهم ويتعايشوا معه  فهذا يسهل - بل سهل فعليا - اقتحام الاغتراب لآخر حصن من حصون هويتهم ..وهو مكة ذاتها.

جزا الله الكاتب خيرا ووفقه وتقبل منه.

هناك تعليقان (2):

  1. شركة مكافحة حشرات بمكة
    شركة مكافحة حشرات بمكة الافضل هي شركة صقر البشاير, لدينا خبرة لاكثر من 23 عاماً بمكافحة حشرات بمكة, نقوم بابادة جميع انواع الحشرات المزعجة باستخدام افضل انواع المبيدات الحشرية المستوردة التي لا تضر بصحة الانسان ولا تتسبب بالروائح الكريهة ولا تؤذي صحة الانسان
    اتصل بنا على 0500941566
    مكافحة حشرات بمكة
    مكافحة حشرات بمكة
    اتصل بنا على 0500941566 - 012/5576261
    التسويق الالكتروني لميكسيوجي

    ردحذف
  2. شركة تنظيف خزانات بمكة
    شركة تنظيف خزانات بمكة تقدم افضل خدمة فى تنظيف خزانات فهى تقوم باستخدام افضل المنظفات التى لا تتفاعل مع المياه و لديها العمالة المتخصصة فى تنظيف خزانات بمكة
    تنظيف خزانات بمكة
    اتصل بنا على0500941566
    http://www.elbshayr.com/6/Cleaning-tanks

    ردحذف