الجمعة، 6 مايو 2011

تأملات عقلية ،، في قضية كاميليا


تأملات عقلية ،، في قضية كاميليا
معتـز عبد الرحمن

    هذه السطور دعوة للتأمل والمناقشة العقلية لقضية حساسة تعصف بالمجتمع المصري ، الدعوة حصرية لمن يحبون النقاش الهاديء العقلاني بعيدا عن الصياح والصراخ والتعصب.

قضية كاميليا ،، وإنقاذ الثورة
   منذ أسابيع انطلقت حشود الثوار إلى ميادين مصر المختلفة تحت مسمى "جمعة إنقاذ الثورة" ، ولم يحرك هذه الحشود إلا أن أحد أهم مطالب الثورة لم يكن – حينها – قد تحقق بعد، وهو خضوع مسئولي النظام السابق للقانون والمحاسبة ، فتسائلوا لما لم يحاسب الرئيس السابق وأسرته وحاشيته – عزمي والشريف وسرور وغيرهم -  إلى ذلك الحين؟؟ ، وهل لا يزال في مصر من هو فوق القانون؟؟ وصرح المجلس العسكري أن ليس في مصر من هو فوق القانون وبدأت محاكمات كل هؤلاء على الفور ، وانتقلوا إلى بورتو طرة ، منهم من سجن ومنهم من أخلي سبيله ، المهم أننا شعرنا أن جميع المصريين خاضعون للقانون والعدالة ، إذن ففي أي قانون وأي عدالة يحق لمواطن أن يحتجز مواطنا دون وجه حق ، ويخاطب الرأي العام الذي يسأل عن المحتجز قائلا " وأنت مالك؟" ، وإذا زاد الضغط عليه قليلا أصدر شرائط فيديو وصور فوتوغرافية على غرار رسائل تنظيم القاعدة في جبال أفغانستان وبلاد الرافدين ، وكأننا في بلد ليس فيها قانون ونيابة وقنوات رسمية شرعية للتعبير ، لقد توقعت أن يشارك في تظاهرات المطالبة بالإفراج عن كاميليا كافة طوائف المجتمع – بما فيهم النصارى -  لا للإفراج عن مسلمة محتجزة ، ولكن لأن القانون غير مطبق ولأنه لا يزال هناك من هو فوق القانون ، ونحن نعلم جميعا من وضعه فوق القانون ولماذا ، إن الذين خرجوا من أجل إنقاذ الثورة شرفاء حريصون على العدل والمساواة ، والذين خرجوا ينادون بإظهار كاميليا ووفاء شرفاء حريصون على العدل والمساواة.

لماذا تذكروها الآن؟؟
   على غرار القذافي ونظرية الجرذان ، خرج كثير ممن يسمون بنخبة الفكر والثقافة والإعلام يتساءلون لماذا خرج السلفيون من "جحورهم" وتذكروا كاميليا الآن؟ وهذا السؤال بعيدا عما فيه من سوء أدب ، فإن فيه قدرا كبيرا من تضليل الرأي العام ، إذ أن مظاهرات كاميليا بدأت فور حدوث المشكلة في ظل النظام السابق، وإن كنت لا تصدقني فتذكر تصريحات الداخلية بعد حادث القديسين والتي قالت فيها أنها ستعتمد على صور مظاهرات كامليا في تعقب الجناة ، وقد كان ، وكان من ضحايا ذلك التعقب القذر أن قتل سيد بلال – رحمه الله – ذلك الشاب السلفي الذي فقد حياته تحت صعق الكهرباء كي ينتزع منه اعتراف بجرم لم يرتكبه ، بل وعندما نشرت الصورة التعبيرية لذي الوجه المجهول ، انتشر على الانترنت أنها لمحامي شوهدت له صورة وهو مشارك في مظاهرات كاميليا ، وحينها خرج هذا الشاب في وسائل الإعلام ليعلن أنه حي يرزق ، إذن لم يكن السلفيين في جحورهم وإن شئت قل لم يكونوا في عرينهم ، بل خرجوا وطالبوا بما يطالبون به الآن في ظل نظام كان يقمع كل الإسلاميين ، ودفعوا ثمن هذه المطالبة غاليا ، فكيف يتهمون الآن بأنهم عملاء لأمن الدولة يحركهم كجزء من الثورة المضادة؟؟ حقا من البلية ما يضحك.
لماذا السلفيون فقط؟؟
   سؤال استنكاري قرأته لأحد الكتاب يلقبه البعض – لا أدري لماذا؟-  بالكاتب الإسلامي ، ولأنني قلت في بداية خاطرتي أنها ستكون عقلية ، فساعتبره سؤالا استفهاميا وأقول ما يلي ، القرآن الكريم أمر المسلمين جميعا بصلة الأرحام وبر الوالدين ، منهم من نفذ الأمر ومنهم من قصر ولم ينفذه ، فحينها من الذي يوجه إليه الاستفهام ؟؟ الذي نفذ الأمر الإلهي بالصلة والبر؟ أمن ترك الأمر الإلهي وقطع رحمه وعق والديه ؟ إذن فالسلفيون طبقوا الآية رقم 10 في سورة الممتحنة ، فهل نستنكر عليهم أنها طبقوها وحدهم ؟؟ أما نسأل بقية المسلمين لما قصرتم في تطبيقها؟؟  هل نلوم الضباط الشرفاء القلة الذي رفضوا الانسحاب في جمعة الغضب وصمدوا في مواقعهم حتى استشهدوا ؟ أم نلوم الأكثرية التي تركت مواقعها وتسببت في الانفلات الأمني الذي لم ير مثيله في تاريخ مصر ؟

السلفيون وهيبة الدولة
    في أوائل مارس خرجت مظاهرة للسلفيين إلى مجلس الوزراء تتطالب عصام شرف بالكشف عن مصير كاميليا شحاتة ، خرج إليهم الدكتور عصام ووعدهم بحل المشكلة فانفضوا في الحال ، ومر ما يقرب من شهرين ولم يحدث شيء ، فخرجوا في مظاهرة الجمعة الماضية يطلبون نفس الطلب ، فوعدهم الجيش بحل المشكلة فانفضوا على الفور ، وخرج مجموعة من النصارى أمام ماسبيرو بعد حادث أطفيح يطالبون ببناء الكنيسة ، فوعد المشير طنطاوي نفسه ببنائها فلم ينفضوا ، واستضافهم دكتور شرف في بيته ولم ينفضوا ، ونزل إليهم قساوسة يطمأنوهم فلم ينفضوا ، ولم ينفضوا إلا بعدما بدأ البناء بالفعل في الكنيسة وبعدما جف ريق عقلاء الأمة من الطرفين من كثرة التوسل إليهم ، والآن السلفيون هم المتهمون بهز هيبة الدولة ولي ذراعها، وهم المتهمون بالتعصب وعدم التفاهم ، فسبحان  الله العظيم ، أين الانصاف والعدل؟ وأين الحكمة والعقل ؟ وعندما بين الواقع من هو الحريص على استقرار البلاد ومن هو الذي يزعزع استقرارها ، وظهر ذلك في حسن العلاقة بين الجيش وعلماء السلفيين والتعاون الذي يحدث من حين لآخر من أجل الحفاظ على الاستقرار وأمن البلاد ، وعندما لم يستجب الجيش لدعوات الضرب بيد من حديد لهؤلاء الذين يثيرون الفتنة – بزعمهم – خرج علينا مؤخرا من يقول ،، إن كثيرا من قيادات الجيش سلفيون ،، مرة أخرى من البلية ما يضحك.

للتواصل مع الكاتب عبر الفيس بوك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق