الخميس، 26 مارس 2015

عقلانية الجنون .. مقال الدويك مثال محلول

عقلانية الجنون
مقال الدويك .. مثال محلول
كثيرا ما أكرر أن التقييم الحقيقي لما نقرأ أو نسمع أو نعيش لا يعتمد على النتيجة ولكن يعتمد على المقدمات والمنهج الذي نصل به إلى النتيجة ، لذلك فإن تشابه موقفي النهائي مع البعض أحيانا أو حتى كثيرا لا يدفعني للرضا عن منهجهم بالضرورة ولا بالتوحد معهم ، وكذلك اختلاف موقفي النهائي أحيانا مع البعض الآخر لا يدفعني لرفض منهجهم بالضرورة ولا مفارقتهم ، فإن صحة منهج الاستدلال الذي يعتنقه المرء لا يعني سلامة النتيجة التي يصل إليها دائما والعكس صحيح ، لذا فأنا دوما أقرأ المقدمات باهتمام ، ولا أتوقف بنفس درجة الاهتمام عند النتائج..
ليست المرة الأولى التي أقرأ فيها للدويك كشخص ، وحتى عندما قرأت له للمرة الأولى منذ فترة طويلة لم تكن المرة الأولى التي ألتقي فيها بهذه الطريقة التي أصبحت منتشرة والتي تحترف الظهور في سياق مبهر وإن كان المحتوى فارغا ، سأتوقف قليلا مع مقاله عن حادثة شارلي ابيدو ، مع المنهج المبني عليه الكلام أكثر من الكلام نفسه.
تبدأ المقالة بعبارة كفيلة بلفت أنظار .. أصحاب النظر .. يقول (الإجابة موجودة في القرآن، المصدر الأول للتشريع الملزم لنا جميعا والثابت عن الرسول وعن رب العباد بدلا من الروايات التاريخية الضعيفة والموضوعة والمكذوبة والتي يحلو للبعض أن يتمسك بها. حتى لو كفر بكلام الله.. ) انتهى .. والحقيقة أن المصدر الثاني أيضا - وهو السنة - ملزم لنا جميعا وثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ووحي من رب العباد إليه ، وهذه عبارة خطيرة جدا منهجيا ، وتدل على مكانة السنة كمصدر للتشريع عنده حتى وإن كان يستخدم السنة في كتاباته ، فهو يستخدمها عندما تحلو له وتوافق هواه ، فالحكم عادة على الصحة والضعف لا يعتمد سوى على رأيه الذي يصبح بالضرورة مصدرا آخر للتشريع فهو الضابط الرئيسي إن لم يكن الوحيد في فهم القرآن وفي تصحيح وتضعيف السنة، وعندما يقر بحديث يخالف ما يريد أن يصل إليه سترون في نفس المقال كيف يأوله بأي ثمن ولو ارتكب في سبيل ذلك أخطاء فادحة.
ثم استدل المقال بقوله تعالى (وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)) سورة النساء ، قائلا (اترك المكان وغادرهم. لم يقل اشتبك معهم كلاميا. أو دافع عن مقدساتك. أو اذهب واحضر سلاحك واقعد لهم حتى تردعهم. فقط قم واعلن احتجاجك بصمت. ) انتهى.. ، إنه ينفي بالآية ليس فقط رد الفعل المسلح الذي من أجله كتب المقال ، ولكن ينفي حتى مجرد إنكار المنكر باللسان ويدعي أن الآية تنهى عن مجرد الجدال معهم ، وهذا تجاهل لعشرات الآيات في ذات القرآن (الملزم لنا جميعا والثابت عن رسول الله) حسب تعبيره السابق.
(وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46) ) سورة العنكبوت ، تأمر الآية  بجدال أهل الكتاب بالتي هي أحسن ، إلا الذين ظلموا منهم وتجاوزوا الحد ، فهم أهل حرب وسيف، لا جدال حسن.
(ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125) وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ (126)) سورة النحل ، وفي الآيتين أيضا أمر بجدال ودعوة الكفار والعصاة ، وتشريع لرد العقوبة بمثلها ، ورد الاعتداء بمثله ، مع تشريع الصبر تفضلا لا وجوبا.
لقد جاء وصف الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ملازما دوما لوصف المؤمنين في مواضع يصعب حصرها ، وجاء تركهما والاكتفاء بالاحتجاج السلبي الذي يتحدث عنه الكاتب في صفات الهالكين (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)) سورة المائدة ، (فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُو بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسَادِ فِي الْأَرْضِ إِلَّا قَلِيلًا مِمَّنْ أَنْجَيْنَا مِنْهُمْ وَاتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا مَا أُتْرِفُوا فِيهِ وَكَانُوا مُجْرِمِينَ (116)) سورة هود ، وجاء ذكر الصامتين في واقعة أصحاب السبت في سياق الذم ولم يذكروا في الناجين (وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165)) سورة الأعراف ، وآيات جهاد الكفار والمنافقين كلها وغزوات وفتوحات النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين من بعده تدحض هذا الإدعاء كلية، (يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (73)) سورة التوبة
إذن ما المقصود بالآية المنتزعة من سياقها على طريقة (فويل للمصلين) التي لا يتقنون غيرها ..
إن الآيات السابقة لهذه الآية إن جاءت في وصف المنافقين وتحذير المسلمين من صفاتهم
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلَا لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلًا (137) بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا (138) الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا (139) وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا (140)) ، إن من صفات المنافقين أنهم يتخذون الكافرين أولياء ، يتقربون إليهم ويجالسونهم ويتوددون إليهم مبتغين عندهم العزة ، واعتقادا منهم أن هذا يؤمنهم إذا دارت الدائرة على المسلمين (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (51) فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنْفُسِهِمْ نَادِمِينَ (52)) سورة المائدة ، فتذكرهم الآية بالنهي الأول ، إن مجرد مجالسة هؤلاء الكافرين وهم يقولون كفرهم ويخوضون في آيات الله ويستهزئون بها تجعل الجالس الراضي مثلهم ، فهؤلاء المنافقون والوا الكفار واستمروا في التودد لهم والتقرب إليهم بعد النهي ، و هذا النهي الأول الذي تذكر به آية النساء هو ما جاء في سورة الأنعام (وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنْسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلَا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (68)) ، فقد نهى الله تبارك وتعالى النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين معه عن مجالسة أهل الباطل وهم يخوضون في آيات الله مع عدم القدرة على تغيير هذا المنكر ورده ، فلما انتقل النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في المدينة خالف البعض هذا النهي فجاءت آية النساء تذكر به وتضع عقوبة أشد ردعا وهي (إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ)، ولاحظ أن سورة الأنعام مكية، نزلت في مكة التي كان تواجد فيها النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة عشر عاما والأصنام منصوبة حول الكعبة ولم يمنع ذلك من أنه كان الآمر بتحطيمها لما تسنى له ذلك يوم الفتح.
ماذا نستفيد من ذلك كله؟
إن القول بأن آية النساء تنهى عن النهي عن المنكر وتغييره هو ما بين التوهم والتدليس ، بالضبط كما يتوهم البعض ذلك في آية المائدة (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (105))  وهي التي قال الصديق أبو بكر عنها (أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم ) وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه) ليزيل هذا الوهم إن حدث ، فالأحكام لا تؤخذ من آية واحدة ، فضلا أن تكون آية منزوعة من سياقها ، وفهم الحكم يستدعي النظر في كل آيات كتاب الله وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
إن عدم الإنكار والاكتفاء بالانسحاب وعدم المجالسة ليس هو الأصل ، وإنما قد يكون له أسباب مختلفة ، منها ، العجز عن هذا الدفع ، وهو الواضح في حديث النبي صلى الله عليه وسلم المشهور - لغة لا اصطلاحا - (مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ) رواه مسلم ، فتغيير المنكر بالقلب يستلزم الزوال عنه ، والمطلع على شرح العلماء لهذه الآيات وغيرها يجد أنهم استثنوا من هذا النهي والوصف من يجلس ليناظر ويناقش ، فهو يسمع بالضرورة هذا الكفر والاستهزاء ولكنه ينكر ويرد ويناقش ولربما يهدي به الله رجالا ونساء ، فهذا المناظر المجادل لا يدخل في نهي آية سورة النساء ، فالإسلام يشرع للمسلم كل الأحكام التي يحتاجها في الأحوال المختلفة من تمكين واستضعاف ، فهو دين كل وقت وحال ومكان ، كما أن مجالس الكفر لا تأخذ هذه الصورة بالضرورة ، فمثلا ، الإسلام كفل لغير المسلمين حق عبادة ما يشاءون في دور عبادتهم ، فبهذه الآية لا يذهب المسلم مثلا لهم بإرادته ليستمع إلى آيات الله يكفر بها ويستهزأ بها ، في حين أنه له أن يتكلم معهم ويجلس معهم إذا لم يكن في حديثهم ما يسيء للإسلام ولرسوله ، ولا أدري ما رأي الكاتب ومن على منهجه في حضور القداس مثلا والجلوس في مواطن تكذيب آيات الله ورسوله ، هل يستخدمون هذه الآية ويحتجون بالصمت ويقومون عنهم؟ أتمنى.
ماذا كان يفعل الصحابة فعليا عند سماعهم لكلمة كفر من المنافقين مثلا؟
كانوا يبلغون النبي صلى الله عليه وسلم على الفور، ولا يكتفون بالقيام ، وكان المنافقون يسارعون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنفي هروبا من العقوبة ، وهذا من أسباب نزول قوله تعالى (يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الْأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (74)) سورة التوبة ، كقول عبد الله بن أبي (لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل ) (سمن كلبك يأكلك) وغيرها ، ولم يكن يمنع النبي صلى الله عليه وسلم من قتلهم إلا ما سنفصله في نقطة لاحقة في نفس المقال ..
أما النقطة الثانية والثالثة والرابعة من استخدام آيات الصفح فقط والاستدلال بها وحدها فما ذكرته عاليا فيه كفاية ، وقد ذكرت في مقال سابق لعلي أضع رابطه في نهاية كلماتي هذه أن رد البغي من صفات المؤمنين كما جاء في قوله تعالى ﴿ فَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (36)  وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37) وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (38) وَالَّذِينَ إِذَا أَصَابَهُمُ الْبَغْيُ هُمْ يَنتَصِرُونَ (39)  وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) وَلَمَنِ انتَصَرَ بَعْدَ ظُلْمِهِ فَأُوْلَئِكَ مَا عَلَيْهِم مِّن سَبِيلٍ (41)  إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُوْلَئِكَ لَهُم عَذَابٌ أَلِيمٌ (42) وَلَمَن صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (43) ﴾ ولكنه الاجتزاء .. كالعادة..
النقطة الخامسة .. يقول الكاتب (((5- المنافقون استهزأوا بالرسول، وأثبت القرآن ذلك، لكنه لم يثبت في كل كتب التاريخ أن النبي قتل واحد منهم..  (يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64) وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ)
واضح من كلام الآية أنهم استهزأوا بالله والرسول. لكن الآية لم ترتب أي جزاء دنيوي على ذلك. ولم تأمر النبي بعقابهم. رغم أنهم يمثلون ازعاج واضطراب داخلي لأن النبي كان يشغل منصب سياسي الى جوار منصبه الديني. وهو ما يعطيه سلطات أوسع في عقاب هؤلاء لاستقرار الحياة. لكن الثابت أن حرية النقد في مدينة الرسول ارتفعت حتى نالته هو. ))) انتهى

تبدأ النقطة باجتزاء محترف إذا لم يكمل الدويك الآية التالية (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66)) سورة التوبة
لا تعتذروا قد كفرتم .. لم يذكر الكاتب هذه التكملة ، لأنه لو ذكرها ما حق له أن يقول تلك العبارة الفجة الرهيبة (لكن الثابت أن حرية النقد في مدينة الرسول ارتفعت حتى نالته هو) ، إنه يصف الاستهزاء بالله ورسوله ب(حرية النقد) ، وبنص القرآن في نفس الآية وفي نفس المناسبة فعلهم هذا كفر توعد الله من وقع فيه بالعذاب إلا من تاب منهم وقبل الله توبته ، يذكرني ذلك بمن يصف أبا لهب وأبا جهل بزعماء المعارضة!! وأيضا قوله أن شغل النبي صلى الله عليه وسلم لمنصب سياسي بجوار منصبه الديني هو الذي يعطيه صلاحيات أكبر!!!! وفي الحقيقة عند كل ذي لب أن نبوة النبي صلى الله عليه وسلم هي التي تعطيه تلك الخصوصية والصلاحية ومن المعلوم أن للنبي صلى الله عليه وسلم في العموم خصوصيات ليست لأحد بعده ، أما الدويك فيعطي للحاكم السياسي صلاحيات أوسع من صلاحيات النبي ، فإذا صار النبي حاكما توسعت صلاحياته وليس العكس!! عجب!! ، أما عن عدم قتل النبي صلى الله عليه وسلم للمنافقين الذين ظهر نفاقهم فكما قال الدويك أنه عندما سئل عن ذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يتحدث الناس أن محمدا يقتل أصحابه) ، إذن ما المانع هنا من قتلهم؟! أنه لا يجوز قتلهم؟! لا ، حرية الكفر (التي يسميها حرية النقد)؟ لا ، بل حتى العفو المجرد؟! لا ، بل رأى النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك مصلحة راجحة وهي عدم نفور الناس من الإسلام لأن هؤلاء المنافقين يظهرون الإسلام ويصلون ويقرأون القرآن ويخرجون في الجهاد مع النبي ، فخبر قتلهم عندما يصل العرب في كل مكان سيصلهم فقط (أن محمدا يقتل أصحابه) لأنهم لم يروا كفرهم ، وهذه خطورة المنافق ، ففي رد النبي صلى الله عليه وسلم على طلب الصحابة قتل المنافقين حجة على الكاتب لا له ، وإلا فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل مسيئين آخرين كما سيتبين من التعليق على بقية المقال .. وإلا لو كان الأمر كذلك فإن عفوه عن حاطب بن أبي بلتعة ورفضه لطلب عمر بن الخطاب بقتله لما سرّب خبر جيش فتح مكة والذي كان مقيدا بكون حاطب من أهل بدر يدفعنا للقول بأن كل من سرّب سرا عسكريا يعفى عنه ولا يقتل ولا يحاسب ، ولكن الدويك يرى في نفس المقال أن تسريب سر عسكري يستوجب القتل كما في كل الثقافات الراقية على حد تعبيره، فلو كان المانع من قتل المنافق ، أو من سرب سرا عسكريا هو عدم شرعية ذلك لما كانت رد النبي صلى الله عليه وسلم في الحالتين متعلق بعلة محددة استثنائية.
أما النقطة السادسة  فيستمر الدويك في التدليس ، فعن قول اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم (السام عليكم) أي الموت ، يذكر الدويك نصف الأمر وهو نهي النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها عندما ردت (وعليكم السام واللعنة) فقال صلى الله عليه وسلم ( مهلا يا عائشة إن الله يحب الرفق في الأمر كله )، يقول الدويك (تخيل الرفق مع يهود متطاولين لا يحترمون مقام النبوة ولا مقام الرئاسة والسياسة. عائشة لم تحمل رمحا، بل قالت كلمات.. والنبي رفض الرد الوقاحة بمثلها. ورفض الدفاع عن نفسه في حضوره داخل مدينته. واكتفى بالصمت) انتهى .. ألا كذبت!! فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يكتف بالصمت ففي نفس الحديث في نفس السطر في صحيح البخاري بعدما نهى النبي صلى الله عليه وسلم السيدة عائشة قالت فقلت يا رسول الله أو لم تسمع ما قالوا ؟ قال رسول الله صلى الله عليه و سلم ( قد قلت وعليكم ).. أي رد النبي صلى الله عليه وسلم على (السام عليكم) ب(وعليكم) فبذلك ردها عليهم النبي ورد إساءتهم كما هي ولكن دون تفحش في القول وزيادة فيه..
وفي النقطة السابعة يتحدث عن عدم إعدام اليهودية التي وضعت له السم فمات صاحبه بشر بن البراء ونجاه الله تعالى كمعجزة له ، وهذا غير حقيقي ، فاليهودية أعدمت ، ففي سنن أبي دواد (فأهدت له يهودية بخيبر شاة مصلية سمتها فأكل رسول الله صلى الله عليه وسلم منها وأكل القوم فقال ارفعوا أيديكم فإنها أخبرتني أنها مسمومة فمات بشر بن البراء ابن معرور الأنصاري فأرسل إلى اليهودية ما حملك على الذي صنعت قالت إن كنت نبيا لم يضرك الذي صنعت وإن كنت ملكا أرحت الناس منك فأمر بها رسول الله صلى الله عليه وسلم فقتلت) قال الألباني حسن صحيح ، وإن كان كما يقول بعض العلماء أن قتلها كان ببشر بن البراء قصاصا وأن النبي صلى الله عليه وسلم عفا عن حقه هو فأيضا هذا حق للنبي صلى الله عليه وسلم لا يتعارض مع وجود العكس كما سيتبين والاكتفاء به اجتزاء.
فاصل..
نشر الدويك يوما صورة لمكتبه مزدحما بالكتب قائلا ما معناه (شكل المكتب أثناء كتابة مقال . وفي الآخر يقولك الدويك مدلس) .. أقول حتى في نفي التدليس يدلس .. فما علاقة كثرة الكتب على المكتب بنفي التدليس .. فكثرة الكتب لا تنفي الاجتزاء منها عند النقل ..
عدنا..
ثم يتوقف الدويك ليذكر منصفا ، أن هناك حالات ثبت فيها أمر فيها النبي صلى الله عليه وسلم بقتل أشخاص بعينهم. ثم يعلق في إجمال معيب لا يليق بباحث (- ثلاثة أرباع تلك الروايات مكذوبة وضعيفة، وقال بعض علماء الحديث أنه لم يثبت فيها شيء) انتهى ، كم هو العدد؟ وكم هو الثلاثة أرباع؟ ، إن (تلت ارباع) هذه كلمة تقال كناية عن الكثرة في المصاطب وليست ونحن نتحدث في دين الله ، ثم تعقيب (قال بعض علماء الحديث).. من هم وما الراجح!! أن ربعها صحيح أم أن كلها غير صحيح!! .. أي كلام..
ثم يتحدث عن أمر النبي صلى الله عليه وسلم لحسان بن ثابت بهجاء الكفار ، (ويعقب بيواجه الكلمة بالكلمة .. والشعر بالشعر)  انتهى، وهو ينسى أنه في بداية مقاله قال أن حتى الرد بالشعر أو بالكلمة غير وارد .. احتج بالصمت .. ألم يقل هذا؟!  كما أنه ينسى أن هذا الهجاء - لو صح استدلاله بحديث عائشة في الرد على اليهود - يعارض الأمر بعدم الرد عليهم والرفق!! ..
ثم يقول أن هذه كانت أوامر تهديدية ، فعلا!! يأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالقتل وهو لا يعنيه!! ماذا لو نفذ صحابي الأمر حينها والنبي لا يعنيه!! كيف يعقل هذا!! وما موقف القاتل والمقتول؟! أما عفو النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض من صدر بحقهم هذه الأوامر فكان بعد توبتهم ، ومنهم من تأخر النبي صلى الله عليه وسلم في قبول توبته عسى أن يقتله أحد الصحابة قبل العفو عنه ، بل إن هذا العفو عن بعض من أهدر النبي دماءهم في فتح مكة الذي يقول عنه الدويك (- المشهد الأخير والأساسي في الإسلام هو فتح النبي لمكة التي شتمته وآذته وطردته، ودخل مطأطئ رأسه على فرسه حتى لا يظنوا فيه فخرا وتعاليا. وقالوا له اليوم يوم الملحمة، فقال كلا. اليوم يوم المرحمة)!! انتهى ..  يقول ذلك ولا يذكر أن في يوم المرحمة هذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل معينين ثم عفا عن بعضهم لما تابوا ، يذكر هذه هناك بصيغة تمريض وعموم ، وهذه هنا بصيغة جزم رغم أن الحدث واحد ، ولكن النصف الأول لا يوافق هواه فيبعده ، والثاني يريده فيثبته ،، أهدر النبي صلى الله عليه وسلم دماءهم فقتل منهم من قتل ، وتاب منهم من تاب ، وكان ممن تابوا عبد الله بن سعد بن أبي السرح وفي قصته (وأما ابن أبي سرح فإنه اختبأ عند عثمان بن عفان فلما دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الناس إلى البيعة جاء به حتى أوقفه على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله بايع عبد الله فرفع رأسه فنظر إليه ثلاثا كل ذلك يأبى فبايعه بعد ثلاث ثم أقبل على أصحابه فقال أما كان فيكم رجل رشيد يقوم إلى هذا حيث رآني كففت يدي عن بيعته فيقتله فقالوا ما ندري يا رسول الله ما في نفسك ألا أومأت إلينا بعينك قال إنه لا ينبغي لنبي أن تكون له خائنة الأعين) رواه أبو داود وصححه الألباني.
ويقر الدويك بقصة مقتل كعب بن الأشرف الشاعر اليهودي الذي كان يؤذي النبي صلى الله عليه وسلم والمسلمين بشعره وكان يشجع المشركين على حرب النبي صلى الله عليه وسلم ، لا أدري ما مصدر إضافة الدويك (أنه سرب أسرارا عسكرية للمدينة) لا أعلم هل لهذه الإضافة الدقيقة مصدر أم أنه مجرد تمهيد ليحوله من محارب بالكلمة إلى محارب بالسيف ليسهل عليه أن يتنازل أخيرا ويتفضل بقبول قرار النبي صلى الله عليه وسلم بقتله .. ولكن حتى مع هذا التمهيد وقع الدويك في جريمة كبرى تعقيبا على هذا الاغتيال إذ قال ..
(الاغتيالات السياسية.. 

سنتحدث بشجاعة ونقول، أن أي دولة حاكمة قد تضطر إلى ممارسة العنف. بل ان فرق القوة بين الدولة والناس هو الذي يخلق مفهوم الدولة. وهو ليس تبريرا للعنف لكني أتحدث عن أمر واقع. حلوه ومره. مميزاته وعيوبه. أمريكا اضطرت لاغتيال بن لادن في منزله دون محاكمة. ومصر اغتالت الملك فاروق في منفاه. واسرائيل اغتالت علماء الهندسة النووية المصريين والعراقيين. كل الدول تتورط في ذلك. 

معظمه بشع وإجرامي وقليله يقع تحت وطأة الضرورة. 

والنبي محمد عندما أسس لدولة قام بتصرفات بشرية ودنيوية وسياسية. ولو قام ببعض التصرفات السياسية والعسكرية لحماية دولته فهو أمر مقبول في إطاره، // لكنه ليس تشريعا دينيا منقولا عنه// . وهو نفسه من فتح الباب لذلك وقال (وإذا أمرتكم بشيء من رأيي فإنما أنا بشر ) _ سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني. لكن الفارق أن النبي كان يتحرك في إطار دولة، هادئة ومتزنة وواضحة للجميع ولها سياسات، وليس مجموعة إرهابية عشوائية تختفي عن الأنظار وتمارس الإجرام. ) انتهى
أنا لا أدري كيف يقرأ مسلم عاقل هذا الكلام ولا يرى فيه طعنا في النبي صلى الله عليه وسلم ، إن الكاتب يرى أن النبي صلى الله عليه وسلم قد يقوم بتصرفات لحماية دولته تصل إلى حد القتل دون وحي من الله ، فالنبي قاتل لا بأمر من الله وإباحة ولكن كملك متوج يحمي دولته ، يلتمس له الدويك مشكورا العذر في هذا الاحتياج فهو مضطر كاضطرار أمريكا مع ابن لادن ومصر مع فاروق - ولا أعلم ما مدى صحة هذا - وإسرائيل مع علماء الهندسة النووية المصريين!! ، رجل ملك سياسي يثبت أركان دولته لا علاقة للدين بهذا ، يخلط بين قرارات النبي صلى الله عليه وسلم التخطيطية التي كان يشاور فيها أصحابه كوضع الجيش في المعركة وما إلى ذلك وبين قرارات كهذه لا يمكن أن تكون بلا وحي ، يفصل الوحي عن كافة أفعال النبي صلى الله عليه وسلم في الشأن العسكري والسياسي ، والعجيب أنه عندما استدل أيضا بأفعال قام بها النبي صلى الله عليه وسلم في الشأن العسكري والسياسي وكان فيها عفو وسعة من التي توافق هواه قال أن هذا هو الإسلام!! ولماذا لا يكون النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل كل هذا أيضا بقرارات بشرية محضة وأن هذا ليس هو الإسلام!! وإذا كان الأمر كما يقول هنا وكما قال سابقا في مسألة قتل المنافقين أن هذا من صلاحيات محمد الحاكم لا محمد النبي لماذا يضع هذا الكلام تحت عنوان يتحدث عن موقف الإسلام وتشريعه!!
ربما تتعجب بعد قراءتك لثلاثة آلاف كلمة هي قوام هذا المقال عندما أقول لك أنني لا أجزم بتأييد أو معارضة حادثة فرنسا ، لا أنني لا أؤمن أن شاتم النبي صلى الله عليه وسلم يقتل ، ولكن لأنني لم وأظنني لن أتابع ماهية الإساءة أصلا وما فعلوه بالضبط ، ولأن الفتوى بالفعل في التوقيت والمكان لها حيثيات كثيرة لست أهلا لها،  فإن ردي على من يدعي معارضتها لا يعني تأييدها ولكني كما بينت في بداية كلامي أن الطامة الكبرى تأتي في منهجية الاستدلال وأسلوبه والذي إن تركناه لعدم اكتراثنا بالنتيجة التي يصل إليها ، بل إن تركناه أحيانا لتوافقنا مع النتيجة التي يصل إليها ، فإنه سيؤدي لكوارث أخرى أكبر بكثير .. إن الإساءة للإسلام تكون بنسبة ما ليس فيه إليه وإن بدا ذلك المنسوب محبوبا للآخرين ، والإساءة أيضا تكون بنفي أمور شرعها الله لأنها لا توافق هوانا أو هوى غيرنا..
كلامي هنا ستجده مناسبا في التعليق على كتابات وأقوال كثيرة تنسب لمن يدعون العقلانية ، وما مقال محمد الدويك إلا مثال محلول ، بالضبط كما فعلت حين التعليق على مسألة عذاب القبر
https://www.facebook.com/notes/%D9%85%D8%B9%D8%AA%D8%B2-%D8%B9%D8%A8%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%AD%D9%85%D9%86/%D9%85%D8%A7-%D9%88%D8%B1%D8%A7%D8%A1-%D8%B9%D8%B0%D8%A7%D8%A8-%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%A8%D8%B1-%D9%86%D9%82%D8%A7%D8%B4-%D9%85%D9%86%D9%87%D8%AC%D9%8A/1457625554495728
وهنا المقال الذي أشرت إليه عن (دروشة التسامح وعبادة رد البغي)
https://www.facebook.com/moataz.aelrahman85/posts/1535437253381224




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق